لما كان الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- حملة هذا الدين، ونقلة الوحي، ونتاجا طيبا للمدرسة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم، عُني العلماء بتدوين أسمائهم وتراجمهم، وتَقصي أخبارهم وسِيرهم، ووضعوا لهذا الغرض تآليف جامعة تنامت حجما وكيفا قرنا بعد قرن، وطبقة بعد طبقة، ولعل من أهم المؤلفات في الباب وأجلها كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" لحافظ المغرب أبي عمر ابن عبد البر القرطبي (ت463هـ).
ولا يخفى على كل مهتم بالسيرة النبوية والعلوم الناشئة عنها، ما تبوأه هذا الكتاب من المنزلة الرفيعة في الأوساط العلمية، فقد حمله شرقا وغربا الحفاظ والمحدثون، وتلقاه بالقبول أهل السِّير والمؤرخون، وتداولوه جيلا بعد جيل، وعوَّلوا عليه أصلا معتبرا أكثر من غيره، فلم يكتفوا بمجرد النقل منه، بل تجاوزوا ذلك إلى دراسته والعناية به اختصارا واستدراكا وتذييلا.
وكان من بين هذه المستدركات: مستدرك الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن سعيد المعروف بابن الأمين القرطبي المتوفى سنة 544هـ[1].
المؤلف
أبو إسحاق ابن الأمين[2] من الشخصيات الأندلسية التي ضنت بالخبر عنها كتب التراجم، وسكتت عن التوسع في تفاصيل سيرتها بما يتناسب ومكانتها العلمية، فلم تقدم لنا تفصيلا دقيقا عن حياته، أو صورة واضحة عن كيفية نشأته الأولى بقرطبة.
فاسمه بالكامل هو أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم بن سعيد المعروف بابن الأمين، من أهل قرطبة، وأصله من طُلَيْطِلَة، ولد سنة 489هـ، ولم تشر المصادر التي تعرضت لترجمته لذكر أسرته، سوى إشارة يسيرة من ابن عبد الملك المراكشي في كتابه: "الذيل والتكملة لكتاب الصلة"، الذي انفرد بالترجمة لوالد ابن الأمين وعمه، فقال عن الأول: «أخذ العلم عن أبي الوليد العتبي وغيره من مشيخة قرطبة، وكانت له عناية باللغة، وشرح الحديث وتوفي سنة 521هـ»[3].
أما الثاني –عمه- فذكر المراكشي أن اسمه محمد بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد، كان مقدما في علم الفرائض والعدد والمساحة وتوفي سنة 539هـ[4].
شيوخه
تتلمذ ابن الأمين لعلماء أجلاء من شيوخ الوقت وحفاظه، أورد جملة منهم ابن الأبار[5]، نذكر منهم:
1. القاضي أبو علي الصَّدَفِي[6] (450هـ -514هـ) العالم بالحديث وطرقه وعلله وأسماء رجاله، الحافظ لمصنفاته، الذاكر لمتونها وأسانيدها ورواتها. قال الإمام الذهبي في حقه: «وكان ذا دين وورع، وصون وإكباب على العلم، ويد طولى في الفقه»[7].
ذكره ابن الأمين في خطبة المستدرك راويا عنه أثرا عن أبي زرعة الرازي، وسئل عن عدة من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ومن يضبط هذا؟ شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع تسعون ألفا، وشهد معه تبوك سبعون ألفا»[8].
روى عنه ابن الأمين عن الحميدي: «من قَدَّم عليا على عثمان، فقد أزرى على اثني عشر ألفا ...الأثر»، ذكره البرهان الحلبي في "هوامش الاستيعاب" في ترجمة علي بن أبي طالب[9].
2. أبو محمد ابن عَتَّاب[10] (433هـ -520هـ) مسند الأندلس، كانت إليه الرحلة في وقته، ومدار أهل الحديث عليه، وهو آخر الشيوخ الجِلَّة الأكابر بالأندلس في علو الإسناد، وسعة الرواية كما صرح بذلك ابن بشكوال[11]، وقال أيضا: «كان حافظا للقرآن العظيم، كثير التلاوة له، عارفا برواياته وطرقه، واقفا على كثير من تفسيره وغريبه ومعانيه، مع حفظ وافر من اللغة العربية، وتفقه عن أبيه، وشوور في الأحكام بعده بقية عمره، وكان صدرا فيمن يستفتى لسنه وتقدمه، وكانت الرحلة في وقته إليه، ومدار أهل الحديث عليه»[12].
ذكره برهان الدين الحلبي في "هوامش الاستيعاب"، وأورد رواية ابن الأمين عنه لأكثر من حديث[13].
3. أبو الوليد ابن رُشْد[14] (450هـ -520هـ) شيخ المالكية، وقاضي الجماعة بقرطبة، البصير بأقوال أئمة المالكية، الناقد في علم الفرائض والأصول، من أوعية العلم في وقته، قال ابن بشكوال: «كان فقيها عالما، حافظا للفقه، مقدما فيه على جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى، بصيرا بأقوال أئمة المالكية، ناقدا في علم الفرائض والأصول، من أهل الرئاسة في العلم، والبراعة والفهم مع الدين والفضل، والوقار والحلم، والسمت الحسن، والهدي الصالح»[15]، قال في شأنه الحُمَيْدي: «كان واحد وقته جلالة وفضلا، وذكاء ونبلا، ونزاهة وحلما، ومعرفة وعلما»[16].
وأشار الونشريسي في "المعيار" إلى تَلْمَذَة ابن الأمين عليه نقلا عن عبد الله بن محمد بن عيسى أبو محمد التادلي الفاسي (ت597ه) في مسألة بشأن الحج بالمال الحرام قال: «ووجد التادلي بخط الشيخ الفقيه الصالح أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى المعروف بابن الأمين القرطبي من تلامذة ابن رشد على ظهر شرحه لكتاب الموطأ ما نصه .... »[17].
4. أبو الحسن ابن مُغِيث[18] (447هـ -532هـ) أحد الأئمة بالأندلس، كان رأسا في الفقه والحديث والأنساب والأخبار وعلوم الإسناد كما قال الذهبي في "السير"، قال ابن بشكوال: «وافر الأدب، قديم الطلب، نبيه البيت والحسب، جامعا للكتب، راوية للأخبار، أنيس المجالسة، فصيحا، مشاورا، بصيرا بالرجال وأزمانهم وثقاتهم، عارفا بعلماء الأندلس وملوكها، وسيرهم وأخبارهم، وكان بارا لمن قصده، مشاركا لمن عرفه، أخذ الناس عنه كثيرا، قرأت عليه، وأجاز لي»، وقال الذهبي في "العبر": «أحد الأئمة بالأندلس، كان رأسا في الفقه، وفي الحديث، وفي الأنساب والأخبار، وفي علوم الإسناد»[19].
ذكره برهان الدين الحلبي في "هوامش الاستيعاب"[20].
5. أبو بكر ابن العربي الإشبيلي[21] (468هـ - 543هـ) الفقيه المالكي الأصولي الحافظ، ولد بإشبيلية، وكان أبوه من أعيانها وفقهائها، روى عنه ابنه أبو بكر، ورحل معه إلى المشرق، وبه اشتركا في الشيوخ. وفي شيوخه كثرة، اعتنى بهم كثير من المحققين في مقدمات تحقيق كتبه.
روى عنه أن عليا بن أبي طالب قال على المنبر: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم أنا»، ذكره برهان الدين الحلبي في "هوامش الاستيعاب"[22].
6 أبو القاسم ابن بشكوال[23] (494هـ -578هـ) محدث الأندلس ومؤرخها، حجة أهل وقته في الرواية، قال عنه ابن الأبار: «كان متسع الرواية، شديد العناية بها، عارفا بوجوهها، حجة مقدما على أهل وقته، حافظا، حافلا، أخباريا، تاريخيا، ذاكرا لأخبار الأندلس»[24] .
وقد ذكر ابن بشكوال أخذه عن ابن الأمين بالقول: «أخذت عنه وأخذ عني»[25].
ومما جاء في آخر كتاب الصلة[26] بخط الفقيه القاضي الأعدل أبي محمد ابن حَوَط الله الأُنْدي على ظهر الأصل المقابل به، أي الصلة لابن بشكوال، ما نصه: «وكان عليه بخط الفقيه الإمام المحدث أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم ابن الأمين، ما نصه: يقول إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم، عفا الله عنه: نظرت في هذا الكتاب الذي وصل به صاحبنا الفقيه الحافظ أبو القاسم خلف ابن عبد الملك، أكرمه الله، كتاب الشيخ الراوية أبا الوليد ابن الفرضي، رحمه الله، فرأيته غريب المعنى والمنزع، عجيب المغزى والمقطع، لم يسبقه مؤلف في زمانه إليه، ولا غلبه أحد من أقرانه عليه، لا سيما إلى ما ضمنه من الموالد والوفيات، التي يقل وجودها، ويندر تقييدها، فلله دره، لقد أحيا لأهل هذه الجزيرة مفاخر كادت تنسى وتذهب، وأبقى لهم مآثر صارت تروى وتكتب، والله تعالى يعظِّم أجره، ويُجزل ثوابه وذخره بمنه».
وقد كتب إثره الفقيه الإمام الحافظ أبو مروان ابن مسرة، رحمه الله: «وقد أتقن صاحبنا الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى فيما ثَبَج من ثمرة فؤاده لسانُه، وأحسن فيما دبَّج به توشيحُ وصفه وبيانه، وخطه فوق مكتتبي هذا ومتصلا به يمنى يديه وبنانُه من تحليته هذا الديوان، ووصفه جامعه بما وصف، وطابق فيه إن شاء الله وفق العدل وأنصف والله يصلح جميعنا، ويُجمل صنيعنا، ويجعل كنفه الأحمى، ووزره الأمنع الأحشى، سنادنا عند كل ملم، وعياذنا غب كل مُلم ومَهم، ويتلى في رحمته جميع الإسلام، ويجيب فيهم دعوة نبيهم محمد عليه السلام بمنه وعنه»[27].
تلامذته
لا يسعف الجرد الدقيق لكتب التراجم الأندلسية بمعرفة تلاميذ ابن الأمين، عدا ما أفادته عبارة ابن بشكوال في الصلة: «أخذت عنه وأخذ عني»[28]؛
وذكر ابن عبد الملك المراكشي لابن الأمين في ذيله تلميذا واحدا هو محمد بن عبد الرحمن ابن أحمد ابن رضى قال عنه: «يكنى أبا الوليد، من أهل قرطبة، سمع أباه أبا القاسم، وأبا الحسن ابن مغيث، وأبا القاسم ابن بقي، وأبا بكر ابن العربي وأكثر عنه، وأخذ عن ابن الدباغ، وأبي إسحاق ابن الأمين، وابن بشكوال»[29].
مؤلفاته
لم يكن ابن الأمين من المكثرين في التصنيف، فلم تذكر له المصادر سوى المصنفات الآتية:
الأول: مستدركه على الاستيعاب[30].
هذا الكتاب ذكره ابن الأبَّار في "المعجم" فقال: «له استدراك على ابن عبد البر في الصحابة سماه: "الإعلام بالخيرة الأعلام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"»[31].
والحقيقة أن ورود تسمية الكتاب بهذا اللفظ لا يجعلنا نطمئن إلى إدراجه ضمن الاستدراكات على الاستيعاب، وهو ما تنبه إليه شيخنا الدكتور محمد يسف حين تكلم عن مستدرك ابن الأمين فقال: «وهذا العنوان لا يفيد أنه مستدرك على الاستيعاب الذي صرح به غير واحد من مؤرخيه، ومنهم أبو عبد الله ابن الأَبَّار، ونقله الزركلي بهذا العنوان حين ترجم لابن الأمين»[32].
ويزكي هذه الفرضية، أن كثيرا ممن نقلوا عن كتاب ابن الأمين ذكروا عبارات أخرى من قبيل: «ذكره ابن الأمين»، و«استدركه ابن الأمين»، فكان ابن حجر كثيرا ما يورد عبارة: «استدركه ابن الأمين» حين ينقل عنه[33]، وعبارة: «قاله في ذيله على الاستيعاب»[34].
واشتهر الكتاب عند بعض المتأخرين بالذيل، فذكره الشيخ الزُّرقاني في "شرحه على المواهب اللدنية"[35]، والسَّخاوي حين تعرض للكتب المصنفة في الصحابة قال: «وكأبي عمر ابن عبد البر في الاستيعاب، والذيل عليه لجماعة كأبي إسحاق ابن الأمين»[36]، والكتاني في "الرسالة المستطرفة" قال: «ومن ذيول الاستيعاب ذيل أبي إسحاق ابن الأمين»[37].
توجد من الكتاب نسخة فريدة قيمة بدار الكتب التيمورية بالقاهرة تحمل رقم: 890 تاريخ، ورقم المصورة عنها تحت رقم 27 تاريخ [38].
ونسخة الخزانة التيمورية يحتفظ بها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض بمصورة منها عن جامعة الكويت، مكتبة كلية الآداب والمخطوطات تحت رقم 242ب، وأفادني شيخنا د/ حسن الوراكلي بوجود مصورتين من المخطوطة نفسها بمكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وأخرى بمكتبة الحرم النبوي الشريف.
ويؤكد البحث، أنه كان للاستدراك أكثر من نسخة، دل على ذلك ما نقله العلماء عن ابن الأمين، حيث جاءت نقولهم مخالفة لما في النسخة التي بين أيدينا، فابن حجر في إصابته ذكر الخلاف في إحدى عشر «11» موضعا، وابن سَيِّد الناس والذَّهَبي والرُّعَيْني في موضع واحد، بل أكثر من ذلك، فإن الحافظ ابن حجر صرح في ترجمة طُبَابَة بن مَعِيص بوجود نسختين قال: «ثم رأيته مضبوطا بضم أوله وبالموحدة قبل الألف في نسختين من استدراك ابن الأمين»[39].
وجاء اسم الكتاب في الورقة الأولى من المخطوط كالتالي: «استدراك على أبي عمر ابن عبد البر الحافظ في كتابه الاستيعاب»[40].
أما تأليفه الثاني: فهو تأليف على الموطأ وهو في ستة أجزاء كما ذكر ذلك ابن بشكوال في "الصلة"، وقال منوها به: «عظيم الفائدة، هو موجود بخطه بسبتة من هامش الأصل»[41].
ونقل عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى التادلي الفاسي (ت597هـ)، وأورد هذا النقل الونشريسي في "المعيار المعرب" حين الكلام عن الحج بالمال الحرام قال: «ووجد التادلي بخط الشيخ الفقيه الصالح أبي إسحاق إبراهيم بن يحيى المعروف بابن الأمين القرطبي من تلامذة ابن رشد على ظهر شرحه لكتاب الموطأ ....»[42].
الثالث: فهو مصنف لم تذكره المصادر التي ترجمت لابن الأمين، ويبدو أنه مؤلف في السياسة الشرعية حيث نقل عنه ابن فرحون في "تبصرة الحكام" في معرض حديثه عن أقسام القضاء، وعن مهام القاضي، قال: «قال ابن سهيل في أول كتابه قال: إن خطة القضاء أعظم الخطط قدرا، وأنها إليها المرجع في الجليل والحقير بلا تحديد، وأن على القاضي مد الأحكام، وإليه النظر في جميع وجوه القضاء من القليل والكثير، وأنه يختص بالنظر في الجراحات والتدميات، وأن القاضي يباشر كل الأمور إلا أمورا خاصة ذكر ابن سهيل بعضها واستوفاها ابن الأمين القرطبي في تأليفه فقال: وللقاضي النظر في جميع الأشياء إلا في قبض الخراج»[43].
ونقل ابن فرحون عنه أيضا لدى حديثه عن الولاية، ذكره بعدما أورد آراء العلماء قائلا: «وما يشترط في تمام الولاية وما تفسد الولاية باشتراطه، قال الشيخ أبو إسحاق إبراهيم ابن يحيى ابن الأمين القرطبي رحمه الله تعالى: الألفاظ التي تنعقد بها الولايات صريح وكناية»[44]، ثم فصل القول، فذكر في الصريح أربعة ألفاظ، وفي الكناية ثمانية ألفاظ.
ونقل عنه في مواطن أخرى[45].
وكم كنت آمل أن يفصح الباحث مصطفى السبيطري عن اسم كتاب ابن الأمين هذا في بحثه[46] "القواعد والضوابط الفقهية من خلال كتاب تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام" لابن فرحون (ت799هـ) دراسة في التقعيد والتوظيف حين تعرض في المبحث السابع من الفصل الثاني للحديث عن مصادر ابن فرحون في مؤلفه، إلا أنه ذكره ضمن المصادر غير المصرح باسمها.
كما نقل عنه الونشريسي في كتابه "الولايات ومناصب الحكومة الإسلامية والخطط الشرعية" حين حديثه عن أنواع الولايات حيث قال: «وأما ولاية الشرطة فقال ابن الأمين القرطبي: وضع صاحبها لشيئين: أحدهما: معونة الحكام من أصحاب المظالم وأصحاب الدواوين في حبس من أمروه بحبسه، وإطلاقه، وإشخاص من كاتبوه بإشخاصه، وإخراج الأيدي مما دخلت فيه وإقرارها، والثاني: النظر في الجنايات وإقامة الحدود على من وجبت إقامتها عليه»[47].
مكانته العلمية
حظي ابن الأمين بثناء العلماء عليه علما وديانة، فوصفه صاحبه أبو مروان ابن مسرة بالحافظ[48]، وحلاه ابن بشكوال في "الصلة" قائلا: «كان من جِلَّة المحدثين، وكبار المسندين، والأدباء المتفننين، من أهل الدراية والرواية والثقة والضبط والإتقان»، وقال أيضا: «كان من الدين بمكان»[49]، وقال الضبي في "بغية الملتمس": «فقيه»[50]، وقال ابن الأبَّار في "المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي": «كان من أهل الضبط والإتقان، والتقدم في صناعة الحديث وحفظ اللغة»[51].
مصادر ابن الأمين في مستدركه
رجع ابن الأمين إلى موارد تميزت بتنوعها وتعددها وعدم اقتصارها على علم معين، وهذا يدل على تنوع مشاربه العلمية، واطلاعه الواسع على معارف عصره والعصور السالفة، رغم كونه لم تعرف له رحلة.
ومصادر ابن الأمين ضربان:
- الرواية الشفهية: وتتمثل في لقائه بأعلام معاصرين وأخذه عنهم مشافهة أو بواسطة، خصوصا الأندلسيين، وعلى رأسهم ابن بشكوال الذي أكثر النقل عنه، وبواسطته عن ابن الفَرَضِي وابن فَتْحُون. ويمكن من خلال هذه النقول تجريد مستدرك له في الصحابة لو كتب إفرادها بالجمع.
- مصادر مكتوبة أهم ما يميزها نقله عن كتب دفينة لم تصلنا، واطلاعه على كتب كثيرة يعينها تعيينا صريحا أحيانا، ويغفل عن ذلك في أغلب الأحيان، ومن تلك التي ذكرها "معجم الصحابة" لابن قانع[52]، وكتاب "تاريخ الطبري"[53]، وكتاب "نوادر أبي علي الهَجَري"[54] وغيرها، وقد عزا إلى كتاب ابن قانع في تسعة وثلاثين موضعا.
ويصل عدد الكتب التي نقل منها ابن الأمين 55 كتابا، وبلغ عدد النصوص المنقولة بالواسطة 88، أما التراجم التي لم يحل على مصدرها فبلغت 51.
منهج ابن الأمين في مستدركه
لم يفصح ابن الأمين في مقدمة مستدركه عن خطة عمله في الكتاب، لكن من خلال التأمل في تقسيمات الكتاب وأبوابه، أمكن الخروج بالنتائج الآتية، والتي تظهر بعض معالم منهج ابن الأمين في مؤلفه:
1. قسم ابن الأمين كتابه إلى أربعة أقسام هي:
- القسم الأول في ذكر أسماء الصحابة؛
- القسم الثاني في ذكر كنى الصحابة؛
- القسم الثالث في ذكر أسماء الصحابيات؛
- القسم الرابع في ذكر كنى الصحابيات.
2. بوب مستدركه وفق الترتيب الهجائي المشرقي، لكنه لم يحترم هذا الترتيب في كل باب، فعلى سبيل المثال، قدم في باب الألف من اسمه إسماعيل، وإبراهيم على من اسمه أبان وأحمد، وفي حرف الخاء جعل خالدا تاليا لخلف، وقدم في حرف العين عَمْراً على علي، بل أدخل أحيانا أسماء بعض الصحابة في حرف آخر غير الحرف الذي يلزمه إدخالها تحته، كالقائف في باب الألف، وسنان في باب الخاء، ومحارب وشيبة في باب العين، ووهب وثابت في باب الميم، وهكذا... ولعل سبب ذلك هو الإضافات والإلحاقات التي ألحقها فيما بعد.
وأحيانا كان ابن الأمين يدرج اسم صحابيين على اختلاف أسمائهما تحت حرف واحد لمجرد كونهما أخوين، أو اقترن اسمهما في السيرة النبوية بقصة واحدة أو حدث معين.
3. أعاد في بعض الحالات الصحابي الذي ذكره باسمه إذا كان مشهورا في الكنى[55].
4. ترجم ابن الأمين للصحابي ترجمة قصيرة، أكثرها لا يتعدى السطر، يقتصر فيها غالبا على ذكر اسم الصحابي، وكنيته ونسبه. ولعل سبب هذا الاقتضاب راجع إلى كون ابن الأمين آثر استيفاء أسماء الصحابة على بسط تعريف أحوالهم، فجاء كتابه مستوعبا لتسعة وثمانين وسبعمائة ترجمة صحابي وصحابية، بمعدل نحو 30 ترجمة في الورقة الواحدة.
5. ضَبَطَ ما يشتبه أو يشكل من أسماء الصحابة ضبط قلم، وأحيانا ضبط حروف، كما هو الشأن في ترجمة ذَهْبَن بن قِرْضَم وشُتَيْم، ولكن في الغالب تأتي الكلمات عارية عن الشكل والنقط.
6. أعقب ابن الأمين ترجمة كل صحابي روى حديثا أو أكثر بعبارة «له حديث»، وقل ما كان يذكر ابن الأمين نص الحديث.
7. أورد ابن الأمين كثيرا من الأسماء التي لم تثبت صحبتها عنده، معربا عما يفيد ذلك، كأن يوردهم بصيغة التمريض، أو يعقب بقوله: «وفيه نظر»، وبلغ عدد المشكوك في صحبتهم خمسة، وقد التزم بالتوقف عن تبيين الاختلاف في ذلك[56].
8. حصل لابن الأمين أن كرر الترجمة مرات عديدة، كما هو الحال في أسود بن خزاعي، وخزاعي بن أسود، وكذلك الشأن في أبجر بن غالب وغالب بن أبجر. ولعله بإيراد اسم الصحابي هنا وهناك يحرص على ذكر وجوه تسميته، إلا أنه لا يرجح أحد الاسمين على الآخر تاركا ذلك لمن جاء بعده من المؤلفين في الصحابة.
9. أحال على المصدر الذي نقل منه دون أن يصرح باسمه، ولم يصرح باسم الكتاب إلا في تسعة وستين موضعا.
10. نهج ابن الأمين أسلوبا لطيفا في توهيم ابن عبد البر أو الرد عليه، فهو يقتصر فقط على ذكر كلمة: "فيه نظر"، كما في ترجمة صفية بنت الخطاب.
11. أخذ ابن الأمين على ابن عبد البر ذكره الصحابي مع أبيه أو ابنته أو أخيه، أو ذكره في الكنى ولم يترجم له في بابه.
أهمية مستدرك ابن الأمين
إذا كان كتاب "الاستيعاب" من أجل وأهم الكتب المؤلفة في الصحابة، فإن استدراك ابن الأمين يكتسي أهمية لا تقل عن الأصل، وذلك راجع لجملة من الأسباب:
1) يعتبر المؤَلَّف الكتاب الأندلسي الوحيد في بابه الذي وصل إلينا، وحفظ من عوادي الزمن «حسب اطلاعي المتواضع»؛
2) يمثل مؤلَّفه استدراكا وذيلا على كتاب معتبر ومعتمد عند أصحاب المغازي والسير والمؤرخين والنسابين؛
3) يحوي الكتاب 782 صحابي وصحابية، لم ترد في "الاستيعاب"، ويمكن في هذا الباب تصنيف التراجم الواردة عند ابن الأمين وفق الآتي:
-عدد الذين اختلف في صحبتهم 67؛
- عدد من لم تثبت صحبتهم عند ابن الأمين، وصرح في شأنهم بصيغة التمريض 5؛
-عدد من لهم إدراك 31؛
- عدد من دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم 15؛
- عدد من غير النبي صلى الله عليه وسلم أسماءهم 16؛
- عدد من رووا من الصحابة حديثا واحدا 14؛
- عدد من لم يعزهم ابن الأمين إلى مصدر 51؛
- عدد من أحال عليهم ابن الأمين بالواسطة 88؛
- عدد من اشتهر بكنيته من الصحابة وله اسم 10؛
- عدد من عدوا من الشعراء 70.
4) يتفرد ابن الأمين بنقول ليست في كتاب ابن عبد البر؛
5) يعود المستدرك إلى عصر متقدم نسبيا وهو النصف الأول من القرن السادس، مما يضفي عليه صبغة من الأصالة والسبق؛
6) يحتفظ الكتاب بثروة تاريخية ورجالية وحديثية مهمة، ويُعَدُّ مصدرا لعدد غير قليل من المؤرخين والمحدثين ممن جاءوا بعد ابن الأمين، من المغاربة والمشارقة، حيث جعلوه أصلا لعدد من التراجم الواردة في مؤلفاتهم في أحيان كثيرة، وسندا معولا عليه في إثبات الصحبة لعدد من الصحابة، وهذا دليل على رفعة الكتاب ومكانته عندهم، وعلو منزلة صاحبه العلمية في نفوسهم.
ولعل من أشهر من اعتمد عليه من المصنفين عيسى بن سليمان الرُّعَيْني الأندلسي[57]، والحافظان الذهبي[58] وابن حجر[59] واستندوا عليه استنادا كبيرا.
ومنهم من اطلع على كتاب ابن الأمين وأفاد منه ولم ينقل عنه، كابن ناصر الدين الدمشقي في كتابه "توضيح المشتبه"، وذلك في موضعين من المواضع التي استدرك فيها أسماء بعض الصحابة، حيث قال حين استدرك سُلاَفَة بنت سعد بن شُهَيد: «ولم يذكرها أحد من هؤلاء الأئمة: ابن مَنْدَه وأبو نُعَيْم وابن عَبْدِ البَرّ وابن الجَوْزي، ولم يستدركها أبو موسى المديني على ابن منده ولا ابن الأمين على ابن عبد البر»[60]، وقال في ترجمة قُرَيْع: «كذا نقلته من خط المصنف، وفيه نظر، فإن قُرَيعا لم أقف له على صحبة، ولم يذكره أحد في الصحابة من ابن منده، وأبي نعيم، وأبي موسى المديني، وابن عبد البر، وابن الجوزي، وإبراهيم ابن الأمين في استدراكه على ابن عبد البر، ولم يذكره المصنف في "التجريد"، مع أنه ذكر خلقا من التابعين وأشار إليهم»[61].
ويزيد من أهمية الكتاب نسخته الخطية الفريدة التي تتمتع بمزايا عدة منها:
- كونها برواية أندلسية، من طريق ابن الصلاح –وهو مشرقي-، وتمتاز بطررها المليئة باستدراكاته وتعاليقه بخطه، وهذا يفيد تملكه لنسخة ابن الأمين من المستدرك، مما يزيد من قيمتها، ويظهر مدى العناية التي لقيها الكتاب، شرقا وغربا، على الرغم من أن مؤلفه لم تعرف له رحلة؛
- علو سندها، فهي رباعية من راويها إلى صاحبها، وبين وفاة صاحبها ووفاة راويها مائة سنة؛
- تَضَمُّنُها أربعة طرق للتحمل والأداء: الإذن والإجازة والكتابة والتحديث؛
- معارضتها بالأصل، حيث اهتم بها كاتبها إلى حد كبير، فقام بعد نسخها بمقابلتها بالأصل المنقول منه، إذ يوجد بها علامة المعارضة، وهي عبارة عن دارة بداخلها نقطة في نهاية كل ترجمة، وهو ما جاء مثبتا في آخر ورقة من المخطوطة ما نصه: «أنهيته مقابلة»[62]، كما أنه أعاد المقابلة أكثر من مرة، جاء في آخر الكتاب: «أنهيته مقابلة مرة بعد أخرى، وصححته جهد طاقتي»[63]، كما أثبت على هامشها بعض اللحق والسقط مما استدركه عند مقابلته لها، وكان يكتب بعد إثبات ما سقط عليه "صح"، مما يدل على أن النسخة مقروءة ومراجعة وموثوق بها؛
- تَضَمُّنُها لسماعات، قال ناسخها: «نقلت من خط الحافظ تقي الدين ابن الصلاح -رحمه الله-، نقل لي من نسخة الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي – غفر الله له، ثم قابلته بها، وفي آخرها بخطه ما اختصاره وحكايته: كان في النسخة التي نقلت منها، ثم كان الأصل بهذا الكتاب مع الزيادات بخط محمد ابن خير بن عمر المقرئ، وكان في ( )[64] بخطه ما حكايته: لما قرأت جميع هذا الجزء على الشيخ الفقيه الإمام الراوية المحدث أبي القاسم خلف بن عبدالملك بن مسعود ابن بشكوال الأنصاري -رضي الله عنه- وعن سلفه في مسجد ( )[65] ».
ثم زاد الناسخ قائلا: «وسمعه بقراءة جماعة من الطلبة».
من خلال ما تقدم، يتبين لنا جليا أن النسخة علاوة على أنها كانت في يد العلماء الكبار كابن الصلاح، ثم المقدسي، وابن خير الذي تحملها مرتين، إحداها بالقراءة على الشيخ وهي من أعلى مراتب التحمل، والثانية بقراءة جماعة من الطلبة والشيخ يسمع، أضف إلى ذلك أن نسخة ابن خير بآخرها طباق[66]، وهذا يعزز صحتها ويقويها.
ولا تعزى أهمية هذا الكتاب إلى رواية أكابر العلماء فحسب، بل أيضا إلى وضوح خطها، ودقة إعجامها وضبطها، حيث أثبتت بالنسخة حواش – ليست بالكثيرة- يبدو أنها من الناسخ، فيها تصويب لبعض الأشياء، أو توضيح لبعض الأمور، أو إضافات، وهذا أيضا يزيد من قيمة هذه النسخة، لكون ناسخها على مستوى عال من الاجتهاد، مما يدل على أنه من أهل العلم، إذ لم يفته ضبط كلمة، أو إعجام لفظة، ولم يسقط منه استدراك أو تصحيح كان في الأصل الذي ينقل عنه، فكان أمينا في نقله، حريصا على سلامته، مقدرا المسؤولية التي تحملها؛
- قِدم نَسْخِها، وجودة خطها، كما أنها كاملة الأوراق، وخالية من أي طمس أو خرم، إلا من طمس تاريخ نسخها.
إشعاع الكتاب في القرن السادس وما بعده
كان لكتاب ابن الأمين حضور مهم في القرن السادس وما بعده، فقد اعتمده عدد كبير من العلماء مصدرا أساسا من مصادرهم، فنقلوا عنه ما بين مكثر ومقل، كل حسب حاجته وطبيعة مؤلفه، فلعل أقدم من نقل عن ابن الأمين أبو موسى عيسى بن سليمان الرُّعَيْني الأندلسي (ت632هـ) نقل عن ابن الأمين في كتابه "الجامع لما في المصنفات الجوامع من أسماء الصحابة الأعلام أولي الفضل والأحلام" 445 نقلا، 204 نقلا منفردا، و241 مع غيره من الأندلسيين والمشارقة، ونقل ابن سيد الناس (ت734ه) في "مِنَحِ الِمدَح" في 5 مواضع، ومرة واحدة في عيون الأثر، ونقل الذهبي (ت748هـ) في "تجريد أسماء الصحابة" في 10 مواضع، ونقل كل من مُغْلُطاي (ت762هـ) في "الإيصال في تراجم الرجال" مرة واحدة، ونقل ابن حجر (ت852هـ) في "الإصابة في تمييز الصحابة" في 75 موضعا، وفي "تهذيب التهذيب" في 4 مواطن، ومرة واحدة في "تلخيص الحبير"، وكذلك الشأن للزُّرْقاني (ت1122ه) في "شرحه على المواهب اللدنية"، ولعبدالرحمن المُعَلِّمي اليَمَني (ت1386هـ) في "التعليق على الإكمال".
يتبين لنا من خلال عدد الناقلين عن ابن الأمين، أن المشارقة أكثر نقلا من المغاربة، وهذا دليل على مكانة الكتاب في بابه، وتقدمه زمنيا على كثير من المؤلفات المشرقية المصنفة في الصحابة.
وبعد، فإن مستدرك ابن الأمين القرطبي على الاستيعاب لابن عبد البر قبس من جهود الأندلسيين في إحدى المجالات الخادمة لسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو الاستدراك الوحيد ـ في حدود علمي ـ الذي حُفظ من عوادي الزمن، وكُتب له الظهور، ولعله أن يكون منطلقا لإخراج مستدركات أخرى على الاستيعاب أندلسية كانت أو مشرقية، وباعثا على صرف مزيد عناية إلى المكتبة الأندلسية التي جادت على الأمة بما لا يحصى كثرة من النفائس في حقول العلم المختلفة.
د. حنان الحداد (باحثة في التراث الإسلامي/ خريجة دار الحديث الحسنية)
هوامش البحث:
1 - الكتاب من مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية لسنة 2008م في جزءين، في 724 صفحة، وهو من تحقيق كاتبة هذه السطور، والكتاب في الأصل أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه بإشراف العلامتين: الدكتور إبراهيم ابن الصديق والدكتور معمر نوري - تغمدهما الله برحمته الواسعة- بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان عام 1423هـ-2003م.
وقد اعتمدت في تحقيقي ودراستي للكتاب على نسخة دار الكتب التيمورية بالقاهرة، التي تحمل رقم 890 تاريخ.
2 - ترجم له الضبي في بغية الملتمس 1/278 ت535، وابن بشكوال في الصلة في تاريخ علماء الأندلس 1/100 ت227، وابن الأبار في كتابه المعجم في أصحاب أبي علي الصدفي ص: 70-71 ت49.
6 - ترجم له ابن عطية في فهرسه ص: 74-76 ت7، والقاضي عياض في الغنية ص: 192، وابن بشكوال في الصلة 1/235 ت334، الضبي: بغية الملتمس ص: 353.
[17] - ابن فرحون: تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام 1/16.
18 - ترجم له ابن بشكوال في الصلة 3/985-986 ت1530، والذهبي في تذكرة الحفاظ 4/1277، وسير أعلام النبلاء 20/123-124 ت: 74.
27 ـ ابن بشكوال: الصلة 3/1011، طبعة دار الكتاب المصري القاهرة ودار الكتاب اللبناني بيروت، ط: 1، 1410هـ/1989م.
38 - ويحتفظ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض بمصورة عنها من جامعة الكويت، مكتبة كلية الآداب والمخطوطات برقم:242ب، وكذلك مكتبة الشيخ محمد حماد الأنصاري برقم:74، ومكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ومكتبة الحرم النبوي الشريف.
45 ـ انظر تبصرة الحكام لابن فرحون 1/73.
الباحث مصطفى السبيطري في بحثه: "القواعد والضوابط الفقهية من خلال كتاب تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام" لابن فرحون (ت799هـ) دراسة في التقعيد والتوظيف، بحث أعده الباحث كأطروحة دكتوراه بكلية الحسن الثاني بالمحمدية تحت إشراف الدكتورين: فريد الأنصاري وسعيد بنكروم خلال الموسم الجامعي 1430هـ/2009م.
55 - كما هو الشأن في الترجمة رقم: 23 (أَبْجَر بن غَالِب) و77 (جَنَاب بن قَيْظِي) و109 (الحَارِث بن مُرَّة النُّفَيْلي) و117 (الحَجَّاج بن مُنَبِّه) و133 (الحُرُّ بن مَالِك).
56 - انظر على سبيل المثال التراجم الآتية في جامع الرعيني (النسخة المطبوعة بتحقيق د/مصطفى ياحو) 1/149ت86، و1/152ت94، و1/159ت111، و1/245ت293، و1/245ت294، و1/259ت329، و1/268ت348، و1/278-279ت396، و1/285ت382، 1/285ت385، و1/291ت400، و1/296ت410، و1/306ت432، و1/308ت436، و1/343ت529، و1/360ت574، و1/365ت584، و1/366ت587، و1/366ت 389.
وقد حقق جزءا من الكتاب الباحث ياسر الشعيري كبحث لنيل شهادة الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك بالدار البيضاء في يونيو 2010م، وحققه أيضا الباحث مصطفى ياحو السلاوي وطبعته المكتبة الإسلامية بالقاهرة سنة 1430هـ/2009م في ست مجلدات.
57 - انظر كتابه التجريد في أسماء الصحابة ت 1564 و2185 ....
ورغم ذلك فإن عدد التراجم التي أوردها ابن الأمين ولم يذكرها الذهبي بلغت 21 ترجمة.
58 - انظر على سبيل المثال التراجم الآتية بالإصابة في معرفة الصحابة ت699 ق1، وت10580 ق1، وت1469 ق1، وت1932 ق1، وت 1933 ق1، وت 1738 ق1 ....
ورغم ذلك فإن عدد التراجم التي أوردها ابن الأمين ولم يذكرها ابن حجر بلغت 21 ترجمة.
65 - الطباق أن يكتب الطّالب بعد البسملة اسم الشّيخ الّذي سمع الكتاب منه، وكنيته ونسبه، ثمّ يسوق ما سمعه منه على لفظه، قال: وإذا كتب الكتاب المسموع فينبغي أن يكتب فوق سطر التّسمية أسماء من سمع معه، وتاريخ وقت السّماع، وإن أحبّ كتب ذلك في حاشية أوّل ورقةٍ من الكتاب، فكلًّا قد فعله شيوخنا.
قلت: كتبة التّسميع حيث ذكره أحوط له، وأحرى بأن لا يخفى على من يحتاج إليه، ولا بأس بكتبته آخر الكتاب، وفي ظهره، وحيث لا يخفى موضعه.
66 - ابن الصلاح: معرفة علوم الحديث ص: 313.
لائحة المصادر والمراجع
1. الاستدراك على أبي عمر ابن عبد البر الحافظ في كتاب الاستيعاب لأبي إسحاق إبراهيم بن يحيى المعروف بابن الأمين القرطبي (ت544هـ)، نسخة الخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية ضمن مجموع يحمل رقم 890 تاريخ.
2. الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (ت852هـ)، حقق أصوله، وضبط أعلامه، ووضع فهارسه: محمد علي البجاوي، دار الجيل بيروت، ط 1، 1412هـ/1992م.
3. الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ لشمس الدين السخاوي (ت902هـ)، عني بنشره: القدسي، مطبعة الترقي 1349هـ.
4. بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس علمائها وأمرائها وشعرائها وذوي النباهة فيها ممن دخل إليها وخرج عنها أحمد بن يحيى بن أحمد بن عميرة الضبي (ت599هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، طبعة القاهرة بيروت، ط: 1، 1410هـ/1989م.
5. تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام للإمام برهان الدين ابن فرحون اليعمري المالكي، خرج أحاديثه وعلق عليه وكتب حواشيه الشيخ جمال مرعشلي، طبعة دار الكتب العلمية بيروت، ط: 1، 1416هـ/1995م.
6. تجريد أسماء الصحابة لشمس الدين الذهبي (ت748هـ)، دار المعرفة بيروت، د.ت.
7. تذكرة الحفاظ لشمس الدين الذهبي (ت748هـ)، دار الكتب العلمية بيروت.
8. التكملة لكتاب الصلة لابن الأبار القضاعي البلنسي (ت658هـ)، طبعة مدريد 1887م.
9. توضيح المشتبه في ضبط أسماء الرواة وأنسابهم وألقابهم وكناهم لابن ناصر الدين الدمشقي (ت842هـ)، حقق وعلق عليه: محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة بيروت، ط:1، 1414هـ/1993م.
10. الجامع لما في المصنفات الجوامع من أسماء الصحابة الأعلام أولي الفضل والأحلام للحافظ أبي موسى الرعيني عيسى بن سليمان الأندلسي المالقي الرُّندي (ت632هـ) تحقيق: مصطفى ياحو، طبعة المكتبة الإسلامية 1430هـ/2009م.
11. جذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس للحميدي (ت488هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري واللبناني، ط 2، 1410هـ/1989م.
12. الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب لابن فرحون المالكي (ت799هـ)، تحقيق وتعليق: د/محمد الأحمدي أبو النور، طبعة القاهرة، د.ت.
13. الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة لابن عبد الملك المراكشي الأنصاري الأوسي، تقديم وتحقيق وتعليق: د. محمد بنشريفة، طبعة بيروت بدون تاريخ؛ والجزء الرابع بتحقيق إحسان عباس طبعة بيروت 1964م. «أوردت طبعة الأجزاء التي اعتمدت عليها في هذه الدراسة».
14. الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة لمحمد بن جعفر الكتاني (ت1345هـ)، كتب مقدماتها ووضع فهارسها: محمد المنتصر بن محمد بن جعفر الكتاني، دار الفكر بدمشق، ط: 3، 1383هـ/1964م.
15. سير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي (ت748هـ)، تحقيق: شعيب الأرناؤوط وحسين الأسد، مؤسسة الرسالة بيروت، ط: 2، 1402هـ/1982م.
16. شجرة النور الزكية في طبقات المالكية لمحمد بن محمد بن مخلوف المالكي (ت1355هـ)، طبعة دار الكتاب العربي، 1349هـ.
17. الصلة في تاريخ علماء الأندلس لأبي القاسم ابن بشكوال (ت578هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري القاهرة، ودار الكتاب اللبناني، ط: 1، 1410هـ/1989م.
18. صلة الصلة لابن الزبير الغرناطي (ت708هـ)، تحقيق: د/عبد السلام الهراس وسعيد أعراب، طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الرباط، 1413هـ/1993م.
19. الغنية فهرست شيوخ القاضي عياض للقاضي عياض (ت544هـ)، دراسة وتحقيق: محمد عبد الكريم، الدار العربية للكتاب تونس، 1398هـ/1978م.
20. فهرس ابن عطية للقاضي عبد الحق بن عطية الأندلسي (ت541هـ)، تحقيق: محمد أبو الأجفان ومحمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي بيروت، 1400هـ/1980م.
21. كتاب الولايات ومناصب الحكومة الإسلامية والخطط الشرعية لأحمد بن يحيى الونشريسي (ت914هـ)، نشر وتعليق: محمد الأمين بلغيث، طبعة لافوميك.
22. المصنفات المغربية في السيرة ومصنفوها للدكتور محمد يسف، 1412هـ/1992م
23. المعجم في أصحاب أبي علي الدفي لابن الأبار (ت658هـ)، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب المصري القاهرة ودار الكتاب اللبناني بيروت، ط 1، 1410هـ/1989م.
24. معرفة علوم الحديث للإمام الحافظ أبو عمرو ابن الصلاح (ت643هـ)، حقق نصوصه وخرج أحاديثه وعلق عليه د/ عبد اللطيف الهميم والشيخ ماهر ياسين الفحل، طبعة دار الكتب العلمية بيروت، ط: 1، 1423هـ/2002م.
25. المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب لأبي العباس بن يحيى الونشريسي (ت914هـ)، خرجه جماعة من الفقهاء بإشراف د/ محمد حجي، نشر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب 1401هـ/1981م.
26. هوامش الاستيعاب برهان الدين الحلبي (ت841هـ)
مكتبة سبحان الله بجامعة عليكرة بالهند تحمل رقم 3023.