تمهيد
لقد اهتم الإسلام بالنفس أيما اهتمام وجعل حفظها من مقاصد شريعته الغراء التي تقوم عليها الحياة ويسعد بها الإنسان، حيث سعى لحفظها من جانب الوجود بحمله على إتيان كلما ينمي جسده ويقويه، ومن جانب العدم بتحريم كل ما يضر به ويؤذيه.
وقد نهج في ذلك مسلكا وقائيا وجه فيه الناس إلى الأخذ بالاحتياطات اللازمة والتدابير الاحترازية، فإن قدر أن تمكن المرض من الجسم ونال من عافيته أوجب عليه العلاج بجعله من الطب فرضا كفائيا يتعين توفيره وضمانه للمرضى بما يعينهم على التداوي وطلب الشفاء.
قال الشافعي "لا أعلم علماً -بعد الحلال والحرام- أفضل من الطب"[1].
وفي الهدي النبوي صفحات مشرقة من عناية الإسلام بالصحة الإنسانية والاجتهاد في علاج الأمراض المختلفة المستعصية والتي يجمل استحضارها في هذا الظرف العسير الذي تمر به البشرية بسبب داء كوفيد 19 أو ما يسمى كورونا المستجد الذي لم يترك بلدا من بلدان العالم إلا وكان فتكه به أشد وأنكى، وذلك لبيان ملحظ دقيق، وهو أن دين الإسلام شامل لم يفته شيء مهما دق أوجل دون أن يعالجه ويوجه فيه إلى التي هي أسلم.
والناظر إلى المدرسة النبوية في حفظ الأنفس وصون الأجسام يهتدي إلى فلسفة الهدي النبوي التي تنبني على عنصرين أساسين، وهما: الوقاية أولا، ثم العلاج متى اقتضاه الأمر، وهما المحوران اللذان ستنتظم فيهما هذه المقالة كما الآتي:
- الاهتمام النبوي بالوقاية من مختلف الأدواء.
- الحرص النبوي على علاج الأمراض ومداواة المرضى .
المحور الأول: الاهتمام النبوي بالوقاية من مختلف الأدواء.
إن أهم ما يميز المنهج الإسلامي في درئه للمفاسد وحماية الناس من شرورها أنه منهج وقائي يغلق الأبواب أمام كل الأسباب المؤدية للمهالك ويوصد المنافذ التي يمكن أن تتسرب منها الأضرار، فهو لا ينتظر حدوث المشكل ليقول فيه قوله، وإنما يستبقه استباقا احتياطا واحترازا كما يدل على ذلك الخطاب الشرعي في جملة من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة كقوله تعالى ﴿ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا﴾[2]، وقوله عز وجل ﴿إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه﴾[3]، وحديث أبي الدرداء الذي قال : قلت يا رسول الله لأن أعافى فأشكر أحب من أن ابتلى فأصبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"ورسول الله يحب معك العافية"[4].
قال الإمام ابن القيم في بيانه لهذا المنهج الوقائي "وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب. قالوا وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية، لم يحاول دفعه بالأدوية"[5].
وقد اطرد هذا المنهج الوقائي في كل جوانب الحياة ومجالات عمل الأنام ليسيج أحوالهم من كل أذى ويدفع عنهم كل مكروه، ومن ذلك حوطه للصحة بجملة تدابير وقائية وإجراءات احترازية سائقها الرئيس حفظ النفس من الأدواء والأمراض السالبة لعافيتها.
قال أبو بكر بن العربي"فيه دليل[6] على أن كل ما يتأذى به كالمجذوم وشبهه يبعد عن المسجد وحلق الذكر. وقال سحنون: لا أرى الجمعة تجب على المجذوم واحتج بقوله صلى الله عليه وسلم:من أكل من هذه الشجرة"[7].
وبالنظر إلى أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم نجد عدة هائلة من الوسائل التي رام بها الشرع الحنيف صون سلامة الإنسان الصحية وحفظها، والتي تؤكد العناية الفائقة للإسلام بالإنسان خاصة وجميع المخلوقات عامة.
ويمكن التمثيل لذلك بالعناصر الآتية:
- اجتناب الفواحش والمحرمات.
- إتيان الأوامر الشرعية.
- تعهد الصحة بالتنمية.
- الحجر الصحي.
اجتناب الفواحش والمحرمات
إن من مقاصد الإسلام تبصير العالمين بما حل من الأشياء وما حرم منها رحمة بهم ولطفا، وهي المهمة التي تولى النبي صلى الله عليه وسلم بيانها كما ذكر القرآن الكريم ﴿الذين يتبعون الرسول النبيء الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والاغلال التي كانت عليهم﴾[8].
قال الإمام الرازي" قوله تعالى: ﴿ويحرم عليهم الخبائث﴾، قال عطاء عن ابن عباس، يريد الميتة والدم وما ذكر في سورة المائدة إلى قوله: ﴿ذلكم فسق﴾، وأقول: كل ما يستخبثه الطبع وتستقذره النفس كان تناوله سببا للألم، والأصل في المضار الحرمة، فكان مقتضاه أن كل ما يستخبثه الطبع فالأصل فيه الحرمة إلا لدليل منفصل"[9].
ولذلك حرمت الشريعة الغراء كل الخبائث حماية للإنسان من أضرارها وما يمكن أن ينجم عن تناولها من أمراض وأدواء، لأن كل خبيث مضر علم ذلك أو لم يعلم " فالله لا يحرم إلا الخبائث، وإلا ما يؤذي الحياة البشرية في جانب من جوانبها سواء علم الناس بهذا الأذى أو جهلوه...وهل علم الناس كل ما يؤذي وكل ما يفيد؟!"[10].
قال ابن العربي" والخبيث في اللغة عبارة عن كل مايؤلم الحاسة من الشم والذوق، ويستعار في غير ذلك. فالخبيث في الشريعة: عبارة في الأطعمة عن المحرم، وهو معنى قوله: ﴿ويحرم عليهم الخبائث﴾يريد: يحرم عليهم المحرمات،أي يبينها. وقال غير مالك من العلماء: الخبائث ههنا كل مستكره،كمابيناه في "كتاب الأحكام"، فهذه فائدة لغوية شرعية"[11].
وهو الرأي ذاته الذي قرره الإمام القرطبي بقوله"مذهب مالك أن الطيبات هي المحللات، فكأنه وصفها بالطيب، إذ هي لفظة تتضمن مدحا وتشريفا، وبحسب هذا نقول في الخبائث:إنها المحرمات"[12].
وبفعل هذه العناية الفائقة بصحة الإنسان حرم الإسلام الميتة والدم ولحم الخنزير والخمر والمخدرات وكل ما يضر به حسيا ومعنويا مما يمس بالضرورات الخمس من دين ونفس وعقل ومال وعرض.
قال الإمام الغزالي" وأما النباتات فلا يحرم منه إلا ما يزيل العقل، أو يزيل الحياة، أو الصحة، فمزيل العقل البنج والخمر وسائر المسكرات، ومزيل الحياة السموم، ومزيل الصحة الأدوية في غير وقتها، وكان مجموع هذا يرجع إلى الضرر، غير الخمر والمسكرات فإن الذي لا يسكر منها أيضا حرام لعينه، مع قلته ولصفته، وهي الشدة المطرية، وأما السم فإن خرج عن كونه مضرا لقلته أو لعجنه بغيره فلا يحرم"[13].
وقد وردت في هذا آيات بينات وأحاديث شريفة نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر:
- حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقودة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالازلام ذلكم فسق﴾.[14].
- (إنما الخمر والميسر والانصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)[15].
- "لا ضرر ولا ضرار"[16].
- "ما أسكر كثيره فقليله حرام"[17].
- نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر[18].
- اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل[19].
قال ابن القيم" ومن عقوباتها: أنها تستجلب مواد هلاك العبد من دنياه وآخرته، فإن الذنوب هي أمراض، متى استحكمت قتلت ولابد"[20].
وهذه المحرمات وغيرها توصل الأطباء إلى أضرارها على صحة الإنسان ﴿ولا ينبئك مثل خبير﴾[21].
إتيان الأوامر الشرعية
لقد أمر الله تعالى عباده بجملة من الشعائر التعبدية استجابة له وشكرا على نعمه وآلائه، وجعل فيها فوائد إيمانية وثمرات تربوية وصحية. فقد فرض علينا الطهارة والصلاة والزكاة والصيام والحج ...، وهي جميعها واقية من الأضرار والانحرافات وجالبة للعافية والسلامة، ويظهر هذا جليا من دوران هذه المناسك كلها حول مفهوم التقوى، وهو مفهوم يعني الوقاية والصيانة والتزكية.
ففي الصلاة قال تعالى ﴿إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر﴾[22].
وفي الزكاة ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾[23].
أما الصيام ﴿ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾[24].
وفي الحج ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾[25].
قال ابن القيم" وكما أن البدن لا يكون صحيحا إلا بغذاء يحفظ قوته، واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة والأخلاط الرديئة التي متى غلبت عليه أفسدته، وحمية يمتنع بها مما يؤذيه وخشى ضرره، فكذلك القلب لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان والأعمال الصالحة تحفظ قوته، واستفراغ بالتوبة النصوح تستفرغ بها المواد الفاسدة والأخلاق الرديئة منه، وحمية توجب له حفظ الصحة. والتقوى اسم متناول لهذه الأمور الثلاثة، فما فات منها فات التقوى بقدره"[26].
إن بهذه التقوى تسلم نفسيات المكلفين وتكسب مناعة مادية ومعنوية بتحقيق الطهارة الباطنة والظاهرة، ولذلك اهتم الإسلام بالنظافة اهتماما بالغا، إذ كانت من أول ما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم في سياق إعداده وتهييئه ﴿وثيابك فطهر﴾[27] فضلا عن اعتبارها شطر الإيمان لقوله صلى الله عليه وسلم "الطهور شطر الإيمان"، ولهذا كانت مفتاح الصلاة كما ورد في الحديث"مفتاح الصلاة الطهور"[28].
إن لأداء المناسك التعبدية حماية للنفس من مختلف الاضطرابات والوساوس التي يصاب بها الناس، ففيها طمأنينة وراحة بال "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"[29]، "أرحنا بها يا بلال "[30]، وهي كذلك علاج للغرور والأنانية والجشع كما في مقاصد الزكاة والصيام والحج.
وليس الأمر نفسيا فحسب، وإنما يمتد فضلها ليعود على الجسم بالعافية والسلامة. فقد توصل الأطباء إلى جملة آثار حسنة على بدن الإنسان بفعل أدائه للعبادات، إذ ظهر في الغرب علاج يعرف بالصوم العلاجي يوجه فيه الأطباء المرضى للصيام حيث أسسوا من أجل ذلك مراكز متخصصة كما في دولة ألمانيا، وقد كان لذلك نتائج طيبة على صحة الإنسان، وتأكد أن الصوم يقي من جملة أمراض كضغط الدم والدهون الثلاثية والكولسترول وغيرها مما ذكرته الدراسات العلمية في الموضوع فلتراجع في مظانها[31].
تعهد الصحة بالتنمية
إن أهم ما يميز الإسلام دعوته إلى الأحسن والأفضل في كل شيء، ومن ذلك توجيه الناس إلى تنمية قدراتهم الصحية وإمكاناتهم البدنية طلبا للقوة التي ارتضاها لهم، فالمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف.
وفي سبيل ذلك ندب الإسلام إلى ممارسة الرياضة التي يرام منها الحفاظ على عافية الجسم وتقويته ليكون ذا مناعة أكثر.
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على العناية بالصحة وممارسة الرياضة في أحاديث نذكر منها:
- آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء فزار سلمان أبا الدرداء فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها: "ما شأنك؟"، قالت أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا . فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان[32].
- "حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية"[33].
- "كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو وسهو، إلا أربع خصال: مشي الرجل بين الفرضين، وتأديبه فرسه وملاعبة أهله وتعلم السباحة"[34].
- ولأهمية الرياضة وفضلها على الأفراد والمجتمعات، فقد كره الرسول الكريم تركها بعد علم بها وممارسة لها. قال صلى الله عليه وسلم"من علم الرمي ثم تركه فليس منا أو قد عصى"[35].
قال الإمام النووي في بيانه لمعنى هذا الحديث "هذا تشديد عظيم في نسيان الرمي بعد علمه، وهو مكروه كراهة شديدة لمن تركه بلا عذر"[36].
وقد جسد النبي صلى الله عليه وسلم الممارسة الرياضية مع أهله ليكون في ذلك قدوة للناس أجمعين حينما سابق عائشة رضي الله عنها وسبقته كما قالت"سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: هذه بتلك"[37].
وأهم ملحظ يمكن التأكيد عليه في هذا الصدد، أن الرياضة المقصودة هي الرياضة الهادفة الملتزمة التي تنشط العقل وتحمي الجسم.
قال الإمام الشوكاني في حديثه عن المسابقة المشروعة في الإسلام "والحديث[38] فيه مشروعية وأنها ليست من العبث بل من الرياضة المحمودة الموصلة إلى تحصيل المقاصد في الغزو والانتفاع بها عند الحاجة، وهي دائرة بين الاستحباب والإباحة بحسب الباعث على ذلك"[39].
الحجر الصحي
إن ما يصطلح عليه اليوم بالحجر الصحي والذي اقتنع العالم بأنه الحل الأنجع الذي يمكنه أن يجنب الناس خطر كورونا هو التدبير ذاته الذي حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في توجيه أصحابه للأخذ بالأحوط لتفادي نقل الأمراض وعدواها، مما يجلي غنى الحضارة الإسلامية وفضلها على الحضارة الإنسانية عامة.
ويقصد بالحجر الصحي ذلك التدبير الوقائي الرامي إلى الحد من انتشار الأوبئة وتفادي عدوى الأمراض. قال الرسول صلى الله عليه وسلم" إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها"[40]. وقال كذلك "وفر من المجذوم كما تفر من الأسد"[41].
وفي هذا احتياط بمراعاة فترة حضانة الميكروب درءا لكل مفسدة وقطعا لدابر كل تهور إيمانا بأن المجتمع كالسفينة يؤدي خرق بها إلى إغراق الجميع كما جاء في الحديث"مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا"[42].
لذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عدم التنقل إلى الأماكن الموبوءة أو الخروج منها لحصار الداء وتضييق مجال انتشاره تجنبا للعدوى، وهو ما نهجه عمرو بن العاص رضي الله عنه في تعامله مع الأزمة الوبائية المعروفة بطاعون عمواس التي عرفتها بلاد الشام والتي فتكت بآلاف المسلمين منهم: الصحابة الكرام أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل وسهيل بن عمرو ...حيث لجأ إلى خطة ضمنت للناس الأمان، وهي إشعال النار والاختباء في الجبال في أماكن مرتفعة بعيدة عن هواء المنطقة الموبوءة.
قال عمرو "أيها الناس إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار فتجبلوا منه في الجبال"[43].
المحور الثاني:الحرص النبوي على علاج الأمراض ومداواة المرضى
بالنظر إلى المنظومة الإسلامية عامة والسنة النبوية خاصة يتبدى جليا الحرص الشديد الذي أظهره الإسلام في مقاومة الأسقام وعلاج المرضى المصابين بمختلف الأدواء.
والواقع أن دين الإسلام شرع للمرضى مسلكين أساسين في البرء والشفا، وهما:
العلاج الحسي، والعلاجي الروحي.
العلاج الحسي
ونعني به البحث عن الأدوية المناسبة والعلاجات الملائمة التي تقضي على المرض وأعراضه. فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله"[44].
قال الإمام القرطبي"هذه الكلمة صادقة العموم لأنها خبر عن الصادق البشير عن الخالق القدير ﴿ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير﴾[45]، فالداء والدواء خلقه، والشفاء والهلاك فعله، وربط الأسباب بالمسببات حكمته وحكمه، فكل ذلك بقدر لا معدل عنه"[46].
وأهم ما يمكن الإلماع إليه في هذا الصدد أن الشريعة الغراء لم تجعل الدواء فيما حرم كما ورد في هذا الأثر" لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم"[47].
قال الحافظ ابن حجر بعدما أورد جملة روايات في الموضوع: "وفي مجموع هذه الألفاظ ما يعرف منه المراد بالإنزال في حديث الباب، وهو إنزال علم ذلك على لسان الملك للنبي صلى الله عليه وسلم مثلا، أو عبر بالإنزال عن التقدير وفيها التقييد بالحلال فلا يجوز التداوي بالحرام"[48].
والناظر في سيرة الرسول الأكرم يجد التشجيع النبوي على التطبيب وطلب الأدوية، ولذلك اهتم العلماء بهذا الموضوع وخصوه بالتصنيف كما هو صنيع الإمام ابن حزم في رسالته في الطب النبوي، وابن القيم في "الطب النبوي"، والسيوطي في "المنهج السوي والمنهل الروي في الطب النبوي"، وغيرها من الكتب التي تناولت الطب بشكل مستقل أو تلك التي تطرقت إليه مبحثا من مباحثها كما في كتب التفسير وشرح الحديث...كما خص بعضهم طبقات الأطباء بالتأليف كما صنع ابن أبي أصيبعة في مصنفه"عيون الأنباء في طبقات الأطباء".
وقد وردت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة في باب الطب نذكر منها على سبيل التمثيل:
- "إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام"[49].
- عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أخي يشتكي بطنه، فقال: اسقه عسلًا، ثم أتاه الثانية فقال: اسقه عسلا، ثم أتاه الثالثة فقال: اسقه عسلا، ثم أتاه فقال: قد فعلت! فقال: صدق الله وكذب بطن أخيك، اسقه عسلا.[50]
- "الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء"[51].
- "كلوا الزيت وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة"[52].
- "من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة، لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر"[53]...
وقد ناقش العلماء هذه الأحاديث وغيرها مما لها صلة بما يسمى بالطب النبوي وذهبوا في ذلك مذاهب متنوعة ترجع في مجموعها إلى قولين أساسين، وهما:
- الأول: يرى أن هذه الأحاديث هي نص في موضوع الطب ما دام أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم في كل ما يبلغه بما في ذلك الأمور الدنيوية. وممن قال بهذا الإمام ابن القيم.
- الثاني: يجنح إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون هذا الإخبار من النبي صلى الله عليه وسلم مطابقا للواقع ولاسيما في أمور الدنيا ومنها الطب على غرار قوله صلى الله عليه وسلم في قصة تأبير النخل "أنتم أعلم بأمر دنياكم"[54]. وممن ذهب هذا المذهب القاضي عياض والإمام الدهلوي.
ومهما يكن الاختلاف في دراسة أحاديث الطب النبوية، فإن ما لا يمكن الاختلاف فيه هو أن النبي صلى الله عليه وسلم حث أمته على العلاج والتطبيب بسؤاله عند الأطباء الخبراء.
على أن هذه الأحاديث لا ينبغي أن يستخدمها كل من هب ودب، وإنما لا بد من علم ودراية في طريقة استعمالها وجرعاتها وإلا كانت وبالا على مستعمليها. فلا إفراط ولا تفريط.
العلاج الروحي
إن الإيمان بالإسلام يقتضي الإيمان بما ورد في كتابه الكريم وفي سنة نبيه الأمين صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أن الشفا من الله تعالى ﴿وإذا مرضت فهو يشفين﴾[55]. لذلك كان اسم الشافي من أسماء الله عز وجل.
قال الإمام أبو بكر بن العربي في بيانه لمفهوم الشفاء"ربما ظن بعض الجهال بشفاء الله زوال الداء، وليس كما زعم، وإنما هو عود الصحة على حالها ورجوعها إلى هيئتها، وإنما يسقط في هذا غافل أو مبتدع يعتقد أن الشفا عدم الداء، كما أن الموت عنده عدم الحياة، والجهل عدم العلم، وهذه كلها اعتقادات فاسدة قد بيناها في كتب الأصول، وأن الصحيح من ذلك معاني صحيحة متضادة، إذا عدم واحد وجد آخر، فاستقر أن الحقيقة في الشفاء أنها صحة ثانية بعد الداء كما أن البعث حياة ثانية بعد الموت، والصحة معنى والألم معنى والشفاء صحة بعد الألم"[56].
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى الشفاء معلما أمته الاقتداء بنهجه والاستنان بسنته بالتوجه إلى الشافي بأن يشفي ويذهب البأس إيمانا منه بأهمية الدعاء وافتقار العبد لمولاه، فليس شيء أكرم على الله من الدعاء. ومن أجل هذا وردت أحاديث عديدة في الدعاء نذكر منها:
- " اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل سقم"[57].
- " اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما"[58].
- " من اشتكى منكم شيئا أو اشتكاه أخ له فليقل: "ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض اغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين أنزل رحمة وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ"[59].
- "إذا جاء الرجل يعود مريضا فليقل: "اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك إلى جنازة"[60].
كما أن فعل الخيرات وإتيان المبرات من أنجع سبل الشفاء كما ذكر ابن القيم"من أعظم علاجات المرض فعل الخير والإحسان والذكر والدعاء والتضرع إلى الله والتوبة، ولهذه الأمور تأثير في دفع العلل وحصول الشفاء أعظم من الأدوية الطبيعية، ولكن بحسب استعداد النفس وقبولها وعقيدتها في ذلك"[61]. وهو في هذا يقصد الأحاديث الواردة في هذا الموضوع كقوله صلى الله عليه وسلم: "صنائع المعروف تقي مصارع السوء"[62] وقوله كذلك: "داووا مرضاكم بالصدقة"[63].
ومن العلاجات المعنوية الرقية الشرعية باعتبارها سببا من أسباب الشفاء، وخير ما يستشفى به القرآن الكريم لقوله تعالى: ﴿وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمومنين﴾[64].
قال ابن منظور: "رقى فلان على الباطل إذا تقول ما لم يكن وزاد فيه، وهو من الرقي الصعود والارتفاع، ورقى شدد للتعدية إلى المفعول، وحقيقة المعنى أنهم يرتفعون إلى الباطل ويدعون فوق ما يسمعون. وفي الحديث: كنت رقاء على الجبال أي صعادا عليها، وفعال للمبالغة. والـمَرقاة والـمِرقاة: الدرجة، واحدة من مراقي الدرج، ونظيره مَسقاة ومِسقاة، ومَثناة ومِثناة للحبل، ومَبناة ومِبناة للعيبة أو النطع، بالفتح والكسر؛ قال الجوهري: من كسرها شبهها بالآلة التي يعمل بها، ومن فتح قال هذا موضع يفعل فيه، فجعله بفتح الميم مخالفا؛ عن يعقوب. وترقى في العلم أي رقي فيه درجة درجة. ورقى عليه كلاما ترقية أي رفع. والرقية: العوذة، معروفة؛ قال رؤبة:
فما تركا من عوذة يعرفانها، ... ولا رقية إلا بها رقياني
والجمع رقى. وتقول: استرقيته فرقاني رقية، فهو راق، وقد رقاه رقيا ورقيا. ورجل رقاء: صاحب رقى. يقال: رقى الراقي رقية ورقيا إذا عوذ ونفث في عوذته، والمرقي يسترقي، وهم الراقون"[65].
وقد ثبتت الرقية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات. وورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر"[66].
كما رقى جبريل عليه السلام محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال له: "يامحمد اشتكيت؟"، فقال: "نعم"، قال: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك"[67]، فصار ذلك معروفا بين الصحابة الكرام كما في قول أنس بن مالك لثابت البناني" ألا أرقيك برقية رسول الله؟ قال: بلى.قال: "اللهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما"[68].
بيد أنه ينبغي الإلماع إلى أن المطلوب في الرقية الاستنان لا الابتداع بتجاوز الوسط في الأمر. وهو عين ما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة شرك"[69]، وفي قوله كذلك فيمن يدخلون الجنة بغير حساب: "هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون"[70].
وقد ابتليت أمتنا في الآونة الأخيرة بفريقين كليهما منحرف عن جادة الصواب ومتطرف إفراطا أو تفريطا، فريق أنكر الرقية أصلا استنادا إلى حكم العقل المجرد حيث جعله زماما على الشرع غافلا أن للعقل حدودا لا يطيق تعديها، وفريق أوغل في الرقية فخلط الصحيح بالسقيم والحق بالباطل. فأساءا – أي الفريقان- بذلك إلى دين الله الوسط المنسجم مع الفطرة الإنسانية في التوازن بين الجسد والروح.
وبعد:
فهذا ما تيسر ذكره في هذا العمل المتواضع، الذي كان القصد منه بيان عناية الإسلام بصحة الإنسان، وإبراز مدى غنى السنة النبوية بثروة هامة من الاحتياطات الضرورية والتدابير العلاجية التي نحسب أن الإقبال عليها دراسة واستمدادا من شأنه أن يغني المنظومة الصحية الإنسانية ولا سيما في بعدها القيمي والأخلاقي الذي يعد من أهم المقومات الرئيسة التي تستند إليها مهنة الطب.
لائحة المصادر والمراجع
- القرآن الكريم برواية ورش من طريق الأزرق.
- إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي دار القلم بيروت- لبنان الطبعة الثالثة بدون تاريخ.
- الأمد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى لأبي بكر بن عربي المعافري، ضبط نصه عبد الله التوراتي، وخرج أحاديثه ووثق نقوله أحمد عروبي، الطبعة الأولى 1436ه/ 20015م، دار المكتبة الكتانية طنجة المغرب.
- الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله القرطبي، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش دار الكتب المصرية- القاهرة الطبعة الثانية 1384هـ/ 1964م.
- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي، أو الداء والدواء لابن قيم الجوزية دار المعرفة - المغرب الطبعة الأولى 1418هـ/ 1997م.
- الطب النبوي لابن قيم الجوزية دار الهلال – بيروت.
- المسالك في شرح موطأ مالك لأبي بكر بن عربي المعافري، تحقيق محمد بن الحسين السليماني وعائشة بنت الحسين السليماني، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1428هـ/ 2007م.
- المعجم الأوسط للإمام أبي القاسم الطبراني، تحقيق طارق بن عوض الله بن محمد وعبد المحسن بن إبراهيم الحسيني دار الحرمين – القاهرة.
- المعجم الصغير للإمام أبي القاسم الطبراني، تحقيق محمد شكور محمود الحاج أمرير المكتب الإسلامي دار عمار - بيروت – عمان الطبعة الأولى 1405 ه/ 1985م.
- المعجم الكبير للإمام أبي القاسم الطبراني مكتبة العلوم والحكم – الموصل الطبعة الثانية 1404هـ/ 1983م.
- المنهاج في شرح صحيح مسلم للإمام النووي، دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الثانية 1392هـ.
- سنن ابن ماجه تحقيق شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد - محمَّد كامل قره بللي - عَبد اللّطيف حرز الله، دار الرسالة العالمية الطبعة الأولى 1430 هـ / 2009 م.
- سنن أبي داودمحمد محيي الدين عبد الحميد المكتبة العصرية، صيدا - بيروت.
- سنن البيهقي، تحقيق محمد عبد القادر عطا، مكتبة دار الباز - مكة المكرمة 1414 هـ/ 1994م.
- سنن الترمذي، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء التراث العربي – بيروت .
- سنن النسائي، تحقيق عبد الفتاح أبو غدة مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة الثانية 1406 هـ/ 1986م.
- صحيح البخاري، تحقيق د. مصطفى ديب البغا دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة 1407هـ - 1987م.
- صحيح مسلم، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
- فتح الباري لابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت 1379هـ.
- في ظلال القرآن للسيد قطب، دار الشروق بيروت- القاهرة، الطبعة السابعة عشرة 1412هـ.
- فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، المكتبة التجارية الكبرى – مصر الطبعة الأولى 1356 هـ.
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لعلاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي، تحقيق بكري حياني - صفوة السقا مؤسسة الرسالة الطبعة الخامسة 1401هـ/1981م.
- لسان العرب لابن منظور، دار صادر – بيروت الطبعة الثالثة 1414 هـ.
- مسند الإمام أحمد مؤسسة قرطبة - القاهرة.
- مسند الشهاب القضاعي، تحقيق حمدي بن عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية 1407هـ/ 1986م.
- مفاتيح الغيب للإمام الرازي، دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى 1421هـ / 2000م.
- موطأ الإمام مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي، منشورات المجلس العلمي الأعلى، الطبعة الأولى 1434ه/2013م، مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.
- نيل الأوطار للإمام الشوكاني، تحقيق عصام الدين الصبابطي دار الحديث، مصر، الطبعة الأولى 1413هـ / 1993م.
المجلات
- مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد 42، السنة 11.
[1]- نقلا عن مقال الأحكام الشرعية والطبية للمتوفى في الفقه الإسلامي للدكتور بلحاج العربي بن أحمد ص: 81، مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد 42 السنة 11.
[2]- سورة الإسراء الآية: 32.
[3]- سورة المائدة الآية: 90.
[4]- رواه الإمام الطبراني في الصغير.
[5]- الطب النبوي لابن قيم الجوزية، ج1/9، دار الهلال – بيروت.
[6]- يقصد قول مالك: من أكل الثوم يوم الجمعة لا أرى له أن يشهد الجمعة في المسجد ولا في رحابه، وبئس ما صنع حين أكل الثوم وهو من أهل الجمعة.
[7]- المسالك في شرح موطأ مالك ج1/479، تحقيق محمد بن الحسين السليماني وعائشة بنت الحسين السليماني دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 1428هـ 2007م.
[8]- سورة الأعراف الآية 157.
[9]- مفاتيح الغيب، ج15/21-22، دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى 1421هـ - 2000 م.
[10]- في ظلال القرآن للسيد قطب، ج2/840، دار الشروق بيروت- القاهرة الطبعة السابعة عشرة 1412هـ.
[11]- المسالك في شرح موطأ مالك، ج1/479، تحقيق محمد بن الحسين السليماني وعائشة بنت الحسين السليماني، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى 1428هـ 2007م.
[12]- الجامع لأحكام القرآن، ج7/300، تحقيق أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية- القاهرة الطبعة الثانية 1384هـ 1964م.
[13]- إحياء علوم الدين، ج2/ 87، دار القلم بيروت- لبنان الطبعة الثالثة بدون تاريخ.
[14]- سورة المائدة، الآية: 3.
[15]- سورة المائدة، الآية: 90.
[16]- أخرجه الإمام مالك في الموطأ، باب: ما لا يجوز من عتق المكاتب.
[17]- رواه أصحاب السنن الأربعة.
[18]- سنن أبي داود، باب: النهي عن المسكر، ومسند الإمام أحمد.
[19]- سنن أبي داود، باب المواضع التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن البول فيها، وسنن ابن ماجه، باب: النهي عن الخلاء على قارعة الطريق.
[20]- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء ص 109 دار المعرفة - المغرب الطبعة الأولى 1418هـ- 1997م.
[21]- سورة فاطر، الآية: 14.
[22]- سورة العنكبوت، الآية: 45.
[23]- سورةالتوبة، الآية: 103.
[24]- سورة البقرة، الآية: 183.
[25]- سورة البقرة، الآية: 197.
[26]- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي أو الداء والدواء ص 109 دار المعرفة - المغرب الطبعة الأولى 1418هـ- 1997م.
[27]- سورة المدثر الآية 4.
[28]- أخرجه الإمام الترمذي باب أن مفتاح الصلاة الطهور وباب في تحريم الصلاة وتحليلها والإمام أبو داود باب فرض الوضوء والإمام ابن ماجه باب مفتاح الصلاة الطهور وغيرهم.
[29]- سورة الرعد، الآية: 28.
[30]- أخرجه الإمام الطبراني في الكبير.
[31]- ينظر عل سبيل المثال مقال: "قراءة علمية موثقة للآثار الصحية للصوم" للأستاذ الدكتور أحمد سالم باهمام، كلية الطب جامعة الملك سعود.
[32]- أخرجه الإمام البخاري، باب: من نام أول الليل وأحيى آخره، وباب: من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له، وباب: صنع الطعام والتكلف للضيف.
[33]- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال لعلاء الدين علي بن حسام الدين المتقي الهندي تحقيق بكري حياني، صفوة السقا مؤسسة الرسالة، الطبعة الخامسة 1401هـ/1981م.
[34]- رواه الإمام الطبراني في الأوسط.
[35]- صحيح مسلم، باب: فضل الرمى والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه.
[36]- المنهاج في شرح صحيح مسلم، ج13/65، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الثانية 1392هـ.
[37]- صحيح مسلم، باب: فضل الرمى والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه.
[38]- يقصد الحديث الذي رواه الخمسة "لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر".
[39]- نيل الأوطار، ج8/88، عصام الدين الصبابطي، دار الحديث، مصر، الطبعة الأولى 1413هـ - 1993م.
[40]- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، باب: ما يذكر في الطاعون.
[41]- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه باب الجذام.
[42]- أخرجه الإمام البخاري في صحيحه باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه.
[43]- رواه الإمام أحمد في مسنده.
[44]- رواه الإمام أحمد في مسنده والبيهقي في سننه بهذا اللفظ، وفي رواية البخاري بدون هذه الزيادة "علمه من علمه وجهله من جهله".
[45] - سورة الملك، الآية: 14.
[46]- فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي، ج2/ 256، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، الطبعة الأولى 1356هـ.
[47]- صحيح البخاري، باب: شراء الحلوى والعسل.
[48]- فتح الباري، ج10/135، دار المعرفة، بيروت، 1379هـ.
[49]- صحيح البخاري، باب: الحبة السوداء.
[50]- صحيح البخاري، باب: الدواء بالعسل، وباب: دواء المبطون، وصحيح مسلم، باب: التداوي بسقي العسل .
[51]- صحيح البخاري، باب: صفة النار وأنها مخلوقة وباب الحمى من فيح جهنم، وصحيح مسلم، باب: لكل داء دواء واستحباب التداوي.
[52]- سنن الترمذي، باب أكل الزيت، وسنن النسائي، باب: الزيت، وسنن ابن ماجه، باب: الزيت.
[53]- صحيح البخاري، باب: العجوة وباب: الدواء بالعجوة للسحر ، وصحيح مسلم، باب: فضل تمر المدينة.
[54]- صحيح مسلم، باب: وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره -صلى الله عليه وسلم- من معايش الدنيا على سبيل الرأي.
[55]- سورة الشعراء، الآية: 80 .
[56]- الأمد الأقصى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ج2/432- 433، ضبط نصه عبد الله التوراتي، وخرج أحاديثه ووثق نقوله أحمد عروبي، الطبعة الأولى 1436هـ 20015م، دار المكتبة الكتانية طنجة المغرب.
[57]- مسند الإمام أحمد، حديث أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وسنن الدارقطني، باب: المواقيت...
[58]- صحيح البخاري، باب: رقية النبي صلى الله عليه وسلم.
[59]- سنن أبي داود، باب: كيف الرقى والمستدرك للحاكم كتاب الجنائز.
[60]- سنن أبي داود، باب: الدعاء للمريض عند العيادة، والمستدرك كتاب الجنائز، ومسند الإمام أحمد.
[61]- الطب النبوي، ص: 107، دار الهلال بيروت.
[62]- مسند الشهاب، باب: صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
[63]- سنن البيهقي، باب: وضع اليد على المريض والدعاء له بالشفاء ومداواته بالصدقة.
[64]- سورة الإسراء، الآية: 86.
[65]- لسان العرب فصل الراء المهملة دار صادر، بيروت، الطبعة الثالثة 1414 هـ.
[66]- سنن النسائي، باب: ذكر ما يقول الإنسان على ما يؤلمه من جسده وذكر اختلاف الناقلين للخبر في ذلك، وسنن ابن ماجه، باب: ماعوذ به النبي صلى الله عليه و سلم وما عوذ به.
[67]- سنن ابن ماجه، باب: ماعوذ به النبي صلى الله عليه و سلم وما عوذ به.
[68]- صحيح البخاري، باب: رقية النبي صلى الله عليه وسلم.
[69]- سنن أبي داود، باب: في تعليق التمائم، وسنن ابن ماجه، باب: تعليق التمائم، ومسند الإمام أحمد.
[70]- صحيح البخاري، باب: من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، وصحيح مسلم، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب..