الضبط والحفظ عند المحدثين

أجوبة الأستاذ المصطفى زمهنى في درس تفاعلي حول موضوع الضبط والحفظ عند المحدثين
0

السؤال: هل الضبط يقصد به المحدثون الحفظ أم هما معنيان متغايران؟

الجواب: الضبط هو الإتقان التام والحفظ الكامل للمرويات، سواء كان هذا الحفظ حفظ صدر أو كان حفظ كتاب، ونعني بذلك أن الحفظ عند أهل الحديث يكون بالمعنى العام، فإذا كان الراوي يتكلم من صدره؛ أي من حفظه فيجب أن يكون حفظه حفظا تاما؛ بحيث لا يمكن أن يقع فيما من شأنه أن يعد من مسقطات الضبط، وإن كان يحدث من وثيقة أو من كتاب أو من صحيفة، فينبغي أن تكون هذه الوثيقة منقحة مصححة محققة. فالضبط إذن هو أن يروي الراوي الحديث كما هو دونما أن يقع في هذا الحديث نوع من التصحيف أو الإدراج أو شيء مما يعتبر من أسباب الرد أو من أسباب اختلال الضبط عند أهل الحديث. ومسقطات الضبط هي:

  • فحش الغلط
  • سوء الحفظ
  • الغفلة
  • كثرة الأوهام
  • مخالفة الثقات

السؤال: حديث "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال"، هل الحديث صحيح؟ وهل الحفظ من أول السورة أو أي مكان؟

الجواب: هذا الحديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، وورد في رواية: أن الحفظ من أول السورة، وفي رواية أخرى: من آخر السورة. والمقصود بالحفظ هو الاستظهار بالإضافة إلى العمل بمقتضيات هذه الآية من حيث اعتقادها ومن حيث الإيمان بها.

السؤال: حديث "تعلموا السحر ولا تعملوا به"، هل الحديث صحيح؟ وهل تعلم السحر غير محرم والعمل به محرم؟

الجواب: هذا الحديث لا يصح، فهو لم يثبت، ولا أصل له، وتعلم السحر من الأمور التي ينبغي للناس أن ينأوْا بأنفسهم عنها، لأن هذا الأمر محفوف بالمخاطر وعالم موبوء، فالإنسان المؤمن الذي يحتاط لدينه ويستحضر خشية الله ينبغي أن يتجنب هذه الأمور وأن يستفرغ جهده ووسعه لخدمة الأمة في العلم النافع والعمل الصالح

السؤال: حديث "ما يزال الرجل يسأل حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم"، هل هذا الحديث صحيح؟

الجواب: نعم هذا الحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري والإمام مسلم، وهو يشير إلى نوع من الناس يتخذون السؤال حرفة لهم أو إنهم يعملون دائما على أن يسألوا غيرهم وهم ليسوا في حكم الحاجة، وجزاؤه يوم القيامة كما جاء في الحديث: أن الله يفضح أمره أمام الناس.

السؤال: حديث: " من أدرك ركعة فقد أدرك الصلاة "، هل هذا الحديث صحيح؟ وهل يعني أنه من أدرك ركعة واحدة لا يقضي ما فاته من الصلاة؟

الجواب: هذا الحديث صحيح أخرجه الإمام مالك في موطئه، واتفق عليه الإمام مسلم والبخاري، ومعناه أن الإنسان إذا أدرك ركعة في جماعة فإنما يكون في حكم من أدرك فضل الجماعة، ولكن عليه أن يقضي ما فاته، والضابط الذي تدرك به الركعة هو الركوع.

السؤال: حديث "إن الله إذا أحبّ أهل بيت أدخل عليهم الرفق"، هل هذا الحديث صحيح؟

الجواب: هذا الحديث صحيح كما قال عنه علماء الحديث، أخرجه الإمام أحمد في مسنده كما ذكره الإمام البيهقي في شعب الإيمان، والرفق هو ضد العنف، والرفق يكون بالتي هي أحسن أي أنه يغاير العنف في كل شيء، ومعنى الحديث أن الله جعل الرفق في سلوكاتهم وجعله حاضرا معهم في بيوتهم وفي معاملاتهم.

السؤال: حديث "أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها"، هل هذا الحديث صحيح؟ وكيف عبر عن المساجد والأسواق بالبلاد؟

الجواب: الحديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، والمقصود هنا بالبلاد الأماكن، والحديث يشير إلى ما يغلب على هذه الأماكن، فأحب الأماكن عند الله المساجد بالنظر إلى ما يصنع فيها من ذكر وقراءة قرآن وصلاة وغيرها من العبادات، وأبغض الأماكن عند الله الأسواق بالنظر إلى ما يسيطر عليها وما يتفشى فيها من غش وتدليس وغبن وغير ذلك من الأمورالمنهي عنها، فلا ينبغي أن يحمل الحديث على أن الإسان مدعو لبغض الأسواق وهجرها ولكن يمكن أن يستفاد تحذير مما يمكن أن يقع فيها مثل الغش والتدليس والخداع وغيرها. 

السؤال: حديث "لا تمارضوا فتمرضوا ولا تحفروا قبوركم فتموتوا "، هل هذا الحديث صحيح؟ 

الجواب: هذا الحديث ضعيف، وقد ذكر أبو حاتم أنه حديث منكر، والتمارض هو أن يدعي الإنسان المرض وهو ليس كذلك.

السؤال: حديث "خصلتان لا تجتمعان في منافق، حسن سمت ولا فقه في الدين" هل هذا الحديث صحيح؟

الجواب: هذا الحديث ضعيف، أخرجه الإمام الترمذي وقال عنه غريب، وذكره الإمام العقيلي في الضعفاء، ومعنى حسن السمت: أن تكون الهيأة جميلة وأن يكون الوقار على هذا الإنسان.

السؤال: حديث: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار" هل هذا الحديث صحيح؟ وما معنى أجرؤكم على الفتوى؟

الجواب: هذا الحديث ضعيف، ذكره الإمام الدارمي في مسنده، وهناك من قال عنه إنه مرسل، وبعضهم قال إنه معضل، بمعنى أنه حديث ضعيف، ومعنى أجرؤكم عن الفتوى: أي من يقول في الدين بغير علم ويجيب بغير فقه، فيكون بذلك عرّض نفسه للنار. وهذا الكلام يشير إلى ضرورة توقير الفتوى وعدم القول في الدين بغير علم، وعلى المستفتي كذلك أن يقصد أهل العلم.

ذ. المصطفى زمهنى