الحديث المضطرب

أجوبة الأستاذ المصطفى زمهنى في درس تفاعلي حول موضوع الحديث المضطرب
0

السؤال: عن علة تصيب بعض المرويات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجعل الحديث   مضطربا، فما هي هذه العلة؟ وما معنى الحديث المضطرب؟

الجواب: بداية لابد من التعرف على هذا النوع من الحديث وهو يندرج ضمن الأحاديث المردودة بسبب طعن في الراوي، والرد بصفة عامة يكون إما بجرح في الراوي، أو وقوع انقطاع في السند. فالحديث المضطرب هو : ما روي على أوجه مختلفة متساوية في القوة؛ "أوجه مختلفة" أي: لا يمكن الجمع فيما بينها، و"متساوية"معناه: لا يمكن أن نرجح رواية على أخرى تساويها في القوة، والإمام البيقوني عرف الحديث المضطرب بقوله: "وذو اختلاف سند أو في مثله... مضطرب عند أهيل الفن" .

مثاله عن الاضطراب في السند، وهو الحديث الذي سئل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرف أبي بكر فقال: شبت يارسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شيبتني هود وأخواتها". هذا الحديث مضطرب لأنه وقع فيه الوصل كما وقع فيه الانقطاع فتعارض الوصل والانقطاع، يعني أننا نجده متصلا ونجده كذلك منقطعا، فقد ورد من وجوه مختلفة؛ ورد في مسند أبي بكر ومسند عائشة ولا يمكن أن يرجح أحدهما على الآخر، ومثال الاضطراب في المتن كالحديث الذي أخرجه الترمذي: "إن في المال لحقا سوى الزكاة" وورد في رواية أخرى لابن ماجه، فيها: "ليس في المال حق سوى الزكاة" إذن هناك تعارض واختلاف، وتعذر الجمع بين هذه الروايات فحكم عليه بالاضطراب، ولكي نحكم على الحديث أنه مضطرب يجب أن يتضمن شرطين، أولا: أن يتعذر الجمع، والشرط الثاني: أن يتعذر الترجيح، لأنه إذا أمكن الجمع لا يمكن الحديث عن الاضطراب، وإذا أمكن الترجيح أيضا، لا يمكن الحديث عن الاضطراب ،فالحديث المضطرب فيه استحالة الجمع واستحالة الترجيح، أما إذا كان ممكنا فلا يسمى مضطربا.

السؤال: هذا الاضطراب هل له علاقه بعلم الجرح أوعلم العلل؟

الجواب: علم الحديث يتضمن علم الجرح والتعديل ويتضمن أيضا علم العلل، والاضطراب يتعلق بالجرح والتعديل ويتعلق بالعلل، أي علم الحديث بشكل عام، والحديث المضطرب مردود بسبب الطعن فيه، والطعن يكون  في عدالته أو في ضبطه.

السؤال: حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم وكثرة اختلافهم على أنبيائهم". أهو حديث صحيح؟ وما معناه؟ 

الجواب: هذا حديث صحيح متفق عليه رواه الإمامان البخاري ومسلم، وفيه بيان لأمور، وهي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه الأمة أن تتفادى كثرة السؤال، وأن تتفادى ما يمكن أن يوقعها في الشتات والفرقة؛ لأن الدخول في الجزئيات التي لا ترتبط بما ينفع الناس قد يؤدي إلى الفرقة والاختلاف.

 :السؤالهل لهذا الحديث سبب ورود؟

الجواب: نعم لهذا الحديث سبب ورود، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم الصحابة فقال: "أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا"، فقام رجل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت صلى الله عليه وسلم حتى كرر السائل كلامه ثلاث مرات، فقال صلى الله عليه وسلم هذا الحديث: "ذروني ما تركتكم فإنما هلك من قبلكم كثرة سؤالهم...".  

السؤال: هل النهي عن كثرة السؤال مختص بزمن التشريع أم هو منهي عنه في كل الحالات؟

الجواب: إن السؤال إذا كان بعيدا عن الصواب فهو منهي عنه في كل وقت وحين، وهناك أحاديث أخرى تبين ذلك، من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا عن كثرة السؤال وكثرة القيل والقال، هذا توجيه نبوي مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهناك فرق بين التساؤل من أجل  الفهم بحسن النية والقصد وبين التساؤل عن أشياء لا تنفع، ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾، فالنبي صلى الله عليه وسلم حبب إلينا السؤال للفهم والعلم، وعموما الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده. 

السؤال: حول حديث: "المؤمن إذا زار أخاه في الله قيل له طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا" هل هو حديث صحيح؟

الجواب: هذ الحديث أخرجه الترمذي وغيره، وقال عنه إنه حسن، وأخرجه ابن ماجه أيضا ومعناه: أن النبي صلى الله عليه وسلم يرغبنا في فضيلة التزاور خاصة زيارة من كان مصابا بداء أو سقم، لما في ذلك من مصالح كثيرة منها التخفيف عن المريض ومواساته، وفيه من الاتعاظ ومن العبر الشيء الكثير، لأن الصحيح إذا زار المريض يتذكر نعمة الله عليه ويحمله ذلك على أن يعمل جسده في طاعه الله والتقرب إليه عز وجل، إذن زيارة المريض سنة نبوية حث عليها الشرع الحنيف وجعل لها أجورا عظيمة، فالمؤمن عندما يزور مريضا لا يزال في خرفة الجنة حتى يرجع كما قال رسول الله صلى عيه وسلم، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن معنى "خرفة الجنة"، قال: "جناها، أي كأنه يجني من ثمارها"، إشارة إلى أن زيارة المريض تغدق عليه من الأجور والثواب ما لا حصر له، وزيارة المريض يقصد بها من عرفته أو من لم تعرفه لقوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة، وعلى كل حال فزيارة المريض بشكل عام ينبغي أن نعممها لأن المسلمين كالجسد الواحد ينبغي أن يتعاونوا ويتعاضدوا من أجل أن يقدموا الصورة التي أرادها الله ورسوله من المجتمع الإسلامي.

السؤال: حول حديث "لا يقبل الله صلاة امرئ في جوفه حرام"؟

الجواب: هذا الحديث ينسب إلى ابن عباس رضي الله عنهما، أي أنه موقوف عليه، لكن من العلماء من رأى معنى هذا الحديث فقال لا يمكن أن يكون ابن عباس قال هذا من تلقاء ذاته، بمعنى قد يكون سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي أنه مرفوع وإن لم يكن مرويا عنه بشكل واضح وجلي.أما من حيث المعنى ففيه نوع من الوعيد والترهيب للذي لا يتحرى في معيشته الحلال، لأن العبادة التي يأتيها لابد أن تتأثر بذلك، وفي الحديث: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا"، فقوله "وفي جوفه" تعبير مجازي بمعنى أنه قد يكون صلى بلباس من حرام وهو ليس في جوفه أو بنى دارا من حرام...، والمقصود أن الإنسان الذي لا يتحرى في رزقه وفي معيشته فهو يأكل الحرام ولا يلزم أن يكون أكله في بطنه، والذي نتعلمه من هذا الحديث أنه يجب أن  نتحرى في حياتنا ونطلب الطيبات ﴿يا أيها الذين ءامنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾، فهذه الشعائر هي تمارين لنا من أجل أن نكون صالحين ومصلحين في المجتمع.

السؤال: حول حديث: "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما  صفرا" هل هوصحيح؟ ومامعناه؟

الجواب: هذا حديث حسن رواه الترمذي وأبو داوود وابن ماجه وقال عنه الترمذي حسن غريب، فهذا حديث حسن أي مقبول يتكلم عن صفة من صفات الله عز وجل وهي صفة الحياء، وعندما نتحدث في العقيدة يجب أن نستحضر ضابطا مهما وهو قوله تعالى ﴿ليس كمثله شيء﴾، لأن الله متصف بكل صفات الكمال، ومنزه عن كل صفات النقص، وعلماؤنا عندما عرَّفوا مفهوم الحياء في حق الله عز وجل قالوا بأن من معاني الحياء الرحمة والمغفرة وعدم العقاب وعدم الكراهية، وهذا ما يناسب الحق عز وجل والحافظ ابن حجر أوله بأنه يرحم ويغفر.

السؤال: هل هناك دليل على رفع اليدين في الدعاء؟

الجواب: نعم رفع اليدين سنة ورفعهما مطلقا ورد في الحديث المتواتر. وفي هذا الحديث يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أدب من آداب الدعاء وهو رفع اليدين، والنتيجة مهمة تجلي رحمة الله عز وجل، فهو يستحي أن يردهما صفرا خائبتين، فهذا من التواضع والاستسلام لله عز وجل، فعندما يتوجه العبد بهذا الصنيع إلى الله فهو يعبر عن فقره وحاجته إلى مولاه مستحضرا حياء الله بأنه يستجيب له ويكرمه.

السؤال: حول حديث: (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب فيها مائة عام وما يقطعها)؟

الجواب: هذا حديث صحيح متفق عليه، رواه البخاري ومسلم،  وفيه بيان لنعيم الجنة وما أعده للمؤمنين الطائعين الذين استجابوا لله بأن يكرمهم وأن ينعم عليهم بمختلف الآلاء والنعم، ومن ذلك هذه الشجرة التي يمشي في ظلالها الراكب، وهذا التعبيرفيه نوع من التقريب والتفهيم للناس، وهذه الأمور الغيبية التي توصف بها الجنة هي لا تتفق مع أمور الدنيا إلا من حيث الاسم، فحينما نقول شجرة فهي تتفق في الاسم فقط ولا يعلمها إلا الله، ولا ينبغي أن نقيس الغائب على الشاهد فالجنة فيها مالا يخطر على قلب بشر، فهي أمور غيبية نأخذها بالتسليم، ولكن فيها بيان لما ينتظر العبد المؤمن من خير ونعيم من عند الله عز وجل.

السؤال: هل هي المقصودة بسدرة المنتهى؟

الجواب: ربما تكون هي المقصودة بسدرة المنتهى أو بشجرة طوبى، وهناك من قال غير هذا، والمقصود الإشارة إلى ذلك الفضل العظيم من الله تعالى في الجنة من النعيم من قبيل هذه الأشجار التي ظلالها وافرة،وقد ورد في رواية أخرى اللفظ المذكور وفي آخره: "اقرأوا إن شئتم قوله تعالى: ﴿وظل ممدود

السؤال: حول صحة حديث:"إذا فلتت دابة أحدكم بفلاة فليقل: يا عباد الله أعينوني يا عباد الله أغيثوني يا عباد الله احبسوا علي دابتي، فإن لله عبادا سياحيين في الأرض لا ترونهم" وما الذي يدل عليه؟

الجواب: هذا الحديث جاء بروايات متعددة وألفاظ مختلفة لكنها متقاربة، كما في رواية: "احبسوا" وفي رواية: "فإن الله حاضر يحبس عليكم" وهذا الحديث في عمومه حديث ضعيف أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وحكم عليه الهيثمي وابن حجر بالضعف.

والاستغاثة بالمعنى الشرعي هي لله عز وجل، وإذا كان القصد منه طلب العون فهذا مما جرت به العادة بين الناس مما تقتضيه الحياة، لكن إذا كان الأمر ينصرف إلى شيء يبعد الإنسان عن حاجته إلى ربه عز وجل وعما يتعلق بصفاء عقيدته فهذا الذي ينكر.

السؤال: هؤلاء العباد السياحون الذين ذكرهم الحديث من المقصود بهم؟ هل هم أولياء الله الصالحون، هل هم من الجن؟

الجواب: هناك من العلماء من تكلم في هذا أي مسألة الأولياء والجن وفيها كلام كثير جدا، وهذا الكلام بغض النظر عن ضعفه يوصل الإنسان إلى ما يناقض صفاء عقيدته وسلامة إيمانه، وإذا كان الأمر لا يصل بالإنسان إلى هذا الحد، فالتعاون مطلوب على كل حال.     

السؤال: حول معنى وصحة حديث:"من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل"؟  

الجواب: حديث: "من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية" هذا الحديث هو حديث حسن غريب، فهو حسن لذاته، إذن هو مقبول، وفيه بيان لأمر، وهو أن الإنسان إذا أراد أن يصل فلا بد أن يبكر، وتعبير النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة أدلج بمعنى التبكير، والمقصود أن الإنسان إذا أراد أن يسافر مثلا فليبكر خشية أن تفوته الحافلة، وإذا أراد أن يصل في حياته كما في آخرته فلا بد أن يعمل وأن يجتهد و يستفرغ وسعه من أجل أن يصل، ففي حياة الناس التبكير له فضل كبير فالنبي يقول في حديث وإن كان فيه نظر: "اللهم بارك لأمتي في بكورها" ومعنى هذا أن الإنسان إذا استيقظ باكرا وصلى صلاة الصبح فإن الله يبارك له في ذلك اليوم، والأمر لا يقتصر على الإنسان فقط، بل هناك من قال من العلماء أنه حتى الحيوانات التي تبكر في يومها تكون البركة جارية فيها، مثل الدجاج والماشية لماذا؟ لأن البركة جارية فيها، لذلك فإن العلماء قربوا هذه الصورة فقط من أجل أن يقولوا إن في البركة فائدة كبيرة جدا، وهذا أيضا بالنسبة للإنسان عندما يريد أن يصل إلى هدفه لابد أن يستفرغ الوسع ويجتهد ويبكر.

السؤال: حول صحة حديث: "أكثروا في الجنازة من قول لا إله إلا الله" وهل يقصد الذكر سرا أم جهرا"؟

الجواب: هذا الحديث أخرجه أبو يعلى وذكره الخطيب وابن عساكر، وقد أشار بعضهم إلى وجود مقال في سنده، لكن عندما نرى غايته ومضمونه نجد أنه يدخل في فضائل الأعمال التي تحقق نتائج مرجوة، لأن الأصل في الجنازة أن يكون الذكر فيها سرا، لكن العلماء عندما لاحظوا أن الناس أخذوا ينشغلون عن الجنازة بأمور تبعد تفكيرهم عما هم فيه من ذلك الموقف، ندبوا لهم أن يقولوا: "لا إله إلا الله جهرا"، حتى تتوحد أمورهم ويتوحد كلامهم في تلك المسألة، وهنا لابد من التمييز بين أمرين كثيرا ما يختلطان على الناس، الأول البدعة والثاني المصلحة.

وقد ذكر العلماء ضوابط ثلاثة للتمييز بينهما، أولا: أن المصلحة تكون مقصودة لغيرها لا لذاتها، بينما البدعه تكون مقصودة لذاتها فقول "لا إله إلا الله" جهرا ليست مقصودة لذاتها ولكن لحمل الناس على أن يتعظوا ويذكروا. الضابط الثاني: المصلحة تكون خادمة لمقاصد الشريعة، أما البدعة فتكون مناقضة لها وغير خادمة لها، لذلك حمل الناس أن يقولوا "لا إله إلا الله" جهرا يخدم هذا المقصد العظيم الذي هو توحيد الناس في تفكيرهم ودفعهم إلى أن يذكروا. الضابط الثالث: أن البدعة يكون فيها نوع من الحرج على الناس، بينما المصلحة يكون فيها اليسر، لذلك العلماء حملوا الناس من باب الندب على أن يقولواهذا جهرا من أجل تحقيق هذه المقاصدالمعتبرة.

السؤال: حول صحة حديث: "من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير...." إلى آخر الحديث، وما المقصود منه؟

الجواب: هذا الحديث أخرجه البخاري في جامعه وحكم العلماء له بالصحة، أما المقصود من"تعار" فهو بمعنى استيقظ، أي أن الإنسان كان نائما فلما استيقظ لم يفكر إلا في شيء واحد وهو أن يذكر الله عز جل وأن يتوجه إليه سبحانه وتعالى بتلك الباقيات الصالحات، ثم أن يدعو في جوف الليل وأن يتوضأ ويصلي، فهذا يستجاب له. وفي الحديث: ثم قال اغفر لي، أو دعا استجيب له، ثم إذا توضأ وصلى قبلت صلاته، وهذا فيه ترغيب في قيام الليل وفي دعاء الليل وصلاة الليل لأن ذلك يربي ويزكي ويقوي إيمان العبد في أن يصل إلى ربه عز وجل. فالإنسان عندما يتعرى ويستيقظ من الليل فيأتي هذه الأشياء فهو دليل على صلاحه، بل حتى وإن كان في فراشه وقالها فهذا أيضا يستجاب له.

السؤال: حول صحة حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن امرئ القيس فقال:"ذلك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة شريف في الدنيا خامل في الآخرة بيده لواء الشعراء يقودهم إلى النار"؟

الجواب: هذا الحديث وغيره من الأحاديث المتعلقة بامرئ القيس حكم عليها العلماء بأنها ضعيفة جدا، قاله الحافظ ابن عبد البر، والحافظ ابن حجر، وورد عند الإمام أحمد وابن حبان وغيرهما، والعلماء أدرجوه ضمن الأحاديث الضعيفة التي لا تستحق أن يلتفت إليها إلا على سبيل بيان أنها ضعيفة لا يحتج بها.

السؤال: مثل هؤلاء الذين عاشوا في مرحلة الفترة بين نبي ونبي إن ظلموا هل يقال في حقهم هذا الأمر؟

الجواب: العلماء تكلموا في هذا الأمر طويلا والأصل فيه قوله تعالى: ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾، لأن من شروط الدعوة أن تبلغهم الرسالة وتكون واضحة مفهومة، وعندما يتلقاها المكلف حينئذ يسأل ويحاسب ويحكم عليه هل هو من أهل الجنة أو من أهل النار، فأمرهم موكل إلى الله عز وجل.

وخلاصة القول، إنه ليس كل من يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحديثه صحيح يحتج به، بل لابد من صحة الحديث والتيقن من أن هذا الحديث مقبول، لأن هذا دين ولا يصح أن نتعبد الله بالكذب والاختلاق، ثانيا لابد من التأكد من فهم الحديث فهما صحيحا، وهذا يحتاج أن نسأل العلماء وأهل الاختصاص وضرورة التحري في النقل، كما أن هناك أحاديث صحيحة لكن لا يعمل بها، إذ لا يلزم من صحة الحديث أن يكون معمولا به، وإذا رجعنا الى الموطإ نجد أن هناك أحاديث صحيحة لم يعمل بها، من جانب آخر قد يكون الحديث ضعيفا ويعمل به، والترمذي عندما أورد مثل هذه الأحاديث تكلم فيها وذكر من تكلم فيها ثم قال عليها العمل. فالأمر يحتاج إلى العلم وإلى الدراية والرجوع الى أهل الاختصاص.

ذ. المصطفى زمهنى